إمام الورى طود النهى منبع الهدى * وصاحب سر الله في هذه الدار به العالم السفلي يسمو ويعتلي * على العالم العلوي من دون إنكار ومنه العقول العشر تبغي كمالها * وليس عليها في التعلم من عار همام لو السبع الطباق تطابقت * على نقض ما يقضيه من حكمه الحاري لنكس من أبراجها كل شامخ * وسكن من أفلاكها كل دوار وتحدث البهائي في هذه الأبيات عن سعة علوم الإمام وشمول معارفه وإنه لا يضارعه أحد في هذه الظاهرة وإن أفلاطون لو تشرف بمقابلته لرأى من حكم الإمام وقدسيته ما تعنو له الجباه وإن الدنيا لتسمو بالإمام على سائر العوالم والأكوان.
كما تحدث البهائي عن أصالة قضاء الإمام عليه السلام وأن السبع الطباق لو تطابقت على نقض حكمة لما استطاعت ويستمر البهائي في رائعته فيقول:
أيا حجة الله الذي ليس جاريا * بغير الذي يرضاه سابق أفكار ويا من مقاليد الزمان بكفه * وناهيك عن مجد به خصه الباري أغث حوزة الإيمان واعمر ربوعه * فلم يبق منها غير دارس آثار وأنقذ كتاب الله من يد عصبة * عصوا وتمادوا في عتو وإصرار وفي الدين قد قاسوا وعاثوا وخبطوا * بآرائهم تخبيط عشواء معثار وأنعش قلوبا في انتظارك قرحت * واضجرها الأعداء أية اضجار وخلص عباد الله من كل غاشم * وطهر بلاد الله من كل كفار وعجل فداك العالمون بأسرهم * وبادر على اسم الله من غير انظار تجد من جنود الله خير كتائب * وأكرم أعوان وأشرف أنصار وطلب الشيخ البهائي بهذه الأبيات أن يعجل الإمام في ظهوره لينقذ حوزة الإيمان والإسلام من جور الظالمين واستبدادهم فقد عاثوا فسادا بجميع مقومات الحياة ولنستمع إلى آخر الأبيات من قصيدته يقول:
أيا صفوة الرحمن دونك مدحة * كدر عقود في ترائب أبكار يهنى ابن هاني إن أتى بنظيرها * ويعنو لها الطائي من بعد بشار