البدعة ، مفهومها ، حدها ، آثارها - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٢٩
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وهذا هو حسان بن ثابت الأنصاري يرثي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويذكر فيه مدائحه، ويقول:
بطيبة رسم للرسول ومعهد * منير وقد تعفو الرسول وتحمد إلى أن قال:
يدل على الرحمان من يقتدي به * وينقذ من هول الخزايا ويرشد إمام لهم يهديهم الحق جاهدا * معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا (1) وهذا هو عبد الله بن رواحة ينشئ أبياتا في هذا السياق فيقول فيها:
خلوا بني الكفار عن سبيله * خلوا فكل الخير في رسوله يا رب إني مؤمن بقيله * أعرف حق الله في قبوله (2) هذه نماذج مما أنشأها الشعراء المعاصرون لعهد الرسالة في النبي الأكرم ونكتفي بها لدلالتها على ما ذكرنا.
ولو قام باحث بجمع ما قيل من الأشعار والقصائد حول النبي الأكرم لاحتاج في تأليفه إلى عشرات المجلدات.
فإن مدح النبي كان الشغل الشاغل للمخلصين والمؤمنين منذ أن لبى الرسول دعوة ربه، ولا أظن أن أحدا عاش في هذه البسيطة نال من المدح بمقدار ما ناله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدح بمختلف الأساليب والنظم.

(١) ابن هشام: السيرة النبوية: ٢ / 666.
(2) المصدر نفسه: 371.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست