منها: قوله تعالى في سورة الأحقاف: (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ". (1) فإن شهادة شاهد من بني إسرائيل لا توجب العلم، واليقين بصدق المشهود به.
قلت: المراد بأهل الذكر هم أهل بيت النبوة المعصومون المطهرون، كما دلت عليه روايات الفريقين (2)، ولا ينافي ذلك أن المأمورين بالسؤال عنهم هم الكفرة المنكرون لهم وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الغرض من السؤال استكشاف المسؤول عنه منهم بإقامة الحجة والبرهان الموجب للعمل، كما يشهد به قوله تعالى: (بالبينات والزبر). وتعليق الأمر بالسؤال على عدم علمهم، ضرورة أن الأمر بالسؤال معلقا على عدم علم المأمور بعث على تحصيل ما يوجب العلم لا مجرد السؤال، ولو لم يوجب العلم.
ولو أريد من أهل الذكر أهل الكتاب من اليهود والنصارى فالغرض من السؤال عنهم أيضا مطالبة الحجة والبرهان منهم لا تصديق قولهم من دون حجة وبرهان، وعلى كل تقدير ليس فيه أمر باتباع الظن، والركون إليه كما توهم.
وأما علم علماء بني إسرائيل الذي جعل آية كافية وحجة ظاهرة.
فإن أريد منه العلم بصحة نبوته وصدق رسالته صلى الله عليه وآله وسلم فالمراد من علمائهم حينئذ العلماء الذين هاجروا من أوطانهم قبل بعثته صلى الله عليه وآله وسلم إلى محل هجرته وهو جبل أحد ليدركوه ويؤمنوا به وينصروه، وكانوا يستفتحون به صلى الله عليه وآله وسلم على