وإنه وإن كان قد درس الكون وأصل الكون، وخاض مع الفلاسفة الذين كانوا يشككون الناس في اعتقادهم - متبعين من سبقهم من مشركي اليونان - فقد عني عناية كبرى بدراسة النفس الإنسانية.
وإذا كان تأريخ الفلسفة يقرر أن سقراط قد أنزل الفلسفة من السماء إلى الإنسان، فالإمام الصادق قد درس السماء والأرض والإنسان، ولدراسته للكون والإنسان فهم الأخلاق الإنسانية على وجهها وما يقوم الإنسان وما يهديه، وفهم أثر الدين فيه، وفهم الطبائع والغرائز وما يهذبها... (1).
وأما علمه في الطب، فيقول: وللإمام الصادق آراء في تكوين الإنسان وطب الأجسام، فلم يقتصر على طب الأرواح بكلام الحق، بل تصدى لطب الأجسام، كما عالج القلوب المنحرفة، عالج الجسم المريض... (2).
ويقول عثمان لاوند في كتابه " الإمام الصادق علم وعقيدة ": إن الإمام الصادق كان ملهما بالعلوم الكونية والطبيعية، وتأثيره في العلماء، وخلقه المحمدي ومدرسته، فيقول: كانت حياة الإمام الصادق إشعاعا لا ينقطع يصوغ به العلماء، ويشبع به حب المعرفة، كما كانت حياته إشعاعا يصوغ به الحب، وسخاء في اليد، وسعة في الصدر، ونبلا في النفس، ونقاء في الضمير، ولقد خرجت مدرسته رجالا خالدين كأبي حنيفة وهو من تعلم من بين صفوف الرجال (3).
ثم يقول: وكان الإمام الصادق من أولئك الذين عاش القرآن في نفوسهم،