وقال: ثلاث من العبيد إلى ربهم محال: التجلي والوصلة والمعرفة. فلا عين تراه ولا قلب يصل إليه ولا عقل يعرفه. لأن أصل المعرفة من الفطرة وأصل المواصلة من المسافة وأصل المشاهدة من المباينة.
قال جعفر في قوله (لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل) (١): أشغله بالجبل ثم تجلى ولولا ما كان من إشغاله بالجبل لمات موسى صعقا بلا إفاقة.
قال جعفر في قوله (سبحانك تبت إليك) (٢)، قال: نزه ربه واعترف إليه بالعجز وتبرأ من عقله. (تبت إليك) رجعت إليك من نفسي ولا أميل إلى علمي. فالعلم ما علمتني والعقل ما أكرمتني به (وأنا أول المؤمنين) (٣) إنك لا ترى في الدنيا (٤).
﴿ويضع عنهم إصرهم والأغلال﴾ (٥)، قال جعفر: أثقال الشرك وذل المخالفات وغل الإهمال.
﴿فانبجست منه اثنتا عشرة عينا﴾ (6)، عن جعفر بن محمد في هذه الآية، قال: انبجست من المعرفة اثنا عشر عينا يشرب كل أهل مرتبة في مقام من عين من تلك العيون على قدرها. فأول عين منها عين التوحيد. والثاني عين العبودية والسرور بها. والثالث عين الإخلاص. والرابع عين الصدق. والخامس عين