كل جزء منها يعتبر عنصرا مستقلا.
وكان الاعتقاد بوجود عناصر أربعة سائدا منذ عصر أرسطو وإلى أيام الإمام الباقر (عليه السلام)، أي ما يقرب من ألف سنة، والناس تذهب إلى ما ذهب إليه فلاسفة اليونان حول أصل الكون، وكانت العناصر الأربعة تعتبر ركنا هاما في علم الأشياء، ولم يشكك أحد في صحة هذه النظرية طوال هذه الفترة الممتدة.
ولكن، ظهر بعد ألف سنة من قال بعدم صحة هذه النظرية، وبأن التراب إنما يتألف من عناصر متباينة وليس قوامه عنصرا بسيطا. أما صاحب هذا الرأي فهو أصغر الطلبة سنا وأعمقهم تفكيرا في مدرسة الإمام الباقر (عليه السلام)؛ ألا وهو جعفر الصادق، بل إن هذا الدارس الشاب ذهب إلى أبعد من هذا عندما أصبح مدرسا وزعيما لمدرسة أبيه الإمام الباقر (عليه السلام)، ففند رأيا آخر لأرسطو بخصوص الهواء، وقال إن الهواء بدوره ليس عنصرا بسيطا، بل هو مركب من أجزاء وعناصر شتى.
والواقع إن أبرز العلماء والفلاسفة منذ أيام أرسطو وإلى القرن الثامن عشر الميلادي الذي يعد قرن التقدم والازدهار في ميادين العلوم، لم يكتشفوا أن الهواء ليس من العناصر البسيطة، ولم يقل أحد بهذا الرأي حتى جاء العالم الفرنسي لافوازييه (1)، فحلل الهواء، واستخرج منه الأوكسجين، وبرهن على أثره الحيوي الفعال في التنفس وفي حياة الإنسان وفي عمليات الاحتراق.
فأقبل جمهور العلماء والباحثين على رأي لافوازييه باهتمام، وسلموا بأن الهواء