(وقد جمعت أخباره من مواضع متفرقة ومظان متباعدة ومذاهب مختلفة وآراء متشعبة، ربما بلغ عدد الكتب المنقول عنها والمشار إليها ألف كتاب أو يقاربها. فاتفقت في المعنى بعد أن كانت متباينة المغيى؟، وأزهر ربيعها بنواحي ربوعها، حتى نطقت ألسنة الحق بأندية المذاهب المختلفة، فصدق بعضها بعضا وشهد بعضها بصحة بعض).
أقول: بدأ ابن جبر بتصنيف كتاب كبير في الإمامة والمناقب، ولكن عاقت - كما يقول - دون المضي في جمعه وترصيفه العوائق، فرأى أن الأخذ بالقليل خير من تمني الكثيرة، فاكتفى بالكتاب الماثل بين أيدي القراء، وقدمه إلى الصدر الكبير جمال الدين محمد بن محمود الرازي.
يبدو من آخر نسختنا أنها الجزء الأول (النصف الأول) من الكتاب، وله جزء ثاني يشتمل على إبطال الحجج والشبه التي يزعمون أنها دالة على إمامة من تقدم على علي عليه السلام. إلا أن الذي رآه ميرزا عبد الله أفندي والشيخ آغا بزرك الطهراني هو هذا المقدار الذي بأيدينا ولا نعلم أن البقية كاملة التأليف ولم تصل إلينا أو لم يوفق المؤلف لإكمال العمل كما كان في نيته.
(4) أما المؤلف الشيخ زين الدين علي بن يوسف بن جبر، فالمصادر شحيحة بترجمته ولم يذكر أرباب التراجم شيئا عن حياته يروي الغلة، وليس لدى المترجمين له إلا ما استفادوه من كتابه هذا (نهج الإيمان) (1)، وهو شئ ضئيل لا يلقى ضوء يمكن به معرفة الرجل ومراحل حياته الاجتماعية والعلمية.
فهو أنصاري النسب أبا أو أما ينسب إلى الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري، وهو سبط أبي عبد الله الحسين بن جبر مؤلف كتاب (نخب المناقب).
وصب في بعض المواضع ب (الشيخ المولى العلامة، كشاف الحقائق ومبين