الدقائق، خاتمة المجتهدين وخلاصة الحكماء والمتكلمين، جامع المعقول والمنقول محقق الفروع والأصول، زين الملة والدين..) (1).
وقراءة الكتاب نفسه تكشف لنا ثقافة مؤلفه العالية وتبحره في العلوم العقلية والنقلية، بالإضافة إلى مقامه الرفيع في الأدب العربي وقوة أسلوبه في الكتابة وتركيب الجمل وحسن انتخابه فيما ينتخب ووضع الأشياء في مواضعها المناسبة وذوقه المرهف في وضع المختار من الشعر في المكان اللائق به. فهو عربي الأسلوب علمي التعبير، ذو حنكة ودربة في طرح المسائل الكلامية واستخلاص العقائد الحقة منها وإفرازها عن العقائد المزيفة.
ومع أنه يستقي في كتابه هذا أكثر المعلومات الحديثية من كتاب (مناقب آل أبي طالب) لابن شهرآشوب، إلا أن فصوله لا تخلو من طرائف بديعة واستنتاجات جيدة تلفت القارئ إلى الجديد من الاستدلال والجديد من الاستخلاص.
اختلفت النقول في ضبط كنية المؤلف وجده هل هي (ابن جبر) بالجيم المعجمة، أو (ابن حبر) بالحاء المهملة المكسورة، أو (ابن جبير) بإضافة الياء، فقال الأفندي بهذا الصدد: ثم إن الموجود في أكثر المواضع (الحسين بن حبر) بالحاء المهملة المكسورة، وفي بعضها بالجيم المفتوحة ثم الباء الموحدة مكبرا، وأما علي بن يوسف بن جبير فهو بالجيم قطعا والباء الموحدة ثم الياء المثناة التحتانية مصغرا. فتأمل (2).
وفي نسخة الكتاب الذي نحن الآن بصدد إخراجه (جبر) بالجيم المعجمة وبدون ياء في كل المواضع، ونحن اتبعنا النسخة وأثبتناه كما فيها.