وكذا الشخص لو وكل في حكوماته من لا معرفة له بمواقع الحكم ويدل على علمه بوجوه السياسة وتدبير الحروب ما قد ثبت بالشرع من الجهاد ومحاربة الكفار والذب عن بيضة الإسلام وتجيش الجيوش لحفظ الثغور، وإن الإمام في جميع ذلك مقدم فيه مقتدى به في قليله وكثيره. وإذا كان كذلك وجب اتصافه بالشجاعة وحسن السياسة والتدبير، بما ذكر من قبح تقديم المفضول على الفاضل.
وجه آخر:
الإمام مساو لغيره في التكاليف، ومختص بكونه لطفا لغيره في التحريك إلى الطاعات، وذلك اللطف إنما يتم باجتهاده وقبوله للقيام بأعباء الإمامة، فيكون راجحا على المكلفين في تكليفه، فيجب أن يكون أكثر ثوابا.
فإن قيل: يلزم أن يكون المصلي تماما أرجح ثوابا من المصلي تقصيرا.
فالجواب: الأمر كذلك إذا عرف تساويهما في صلاح الباطن، والإمام يعرف صلاح باطنه قطعا بما ثبت من عصمته، فيكون مستحقا لزيادة الثواب حتما بزيادة تكليفه.
وجه آخر:
الإمام يجب أن يكون عالما بجميع أحكام الدين حافظا للشرع، بدليل ما تقدم.
ولأن تجويز ألا يكون عالما ببعض الأحكام يوجب التنفير عن قبول قوله، وذلك مما يجب أن نفر عنه.
ولا يجب كونه أحسن الناس صورة، وإنما يجب أن لا يكون ناقص