ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشعر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت بعد اليوم عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة مؤمنة. قال: علي عليه السلام ينادي بها، فإذا أعيى أمر غيره فنادى.
وروى حديث براءة كثير من العلماء وأصحاب التواريخ والمفسرين، منهم الطبري والبلاذري والترمذي والواقدي والشعبي والسدي والواحدي والقرطبي والقشيري والسمعاني وابن بطة ومحمد بن إسحاق وأبو يعلى الموصلي والأعمش وسماك بن حريث في كتبهم عن عروة بن الزبير وأبي هريرة وأنس وأبي رافع وزيد بن نفيع وابن عمر وابن عباس، واللفظ له:
إنه لما نزل * (براءة من الله ورسوله) * إلى تسع آيات، أنفذ النبي عليه السلام أبا بكر إلى مكة لأدائها، فنزل جبريل وقال: إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك. فقال النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي عليه السلام أبا بكر إلى مكة لأدائها، فنزل جبريل وقال: إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك. فقال النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي عليه السلام: إركب ناقتي العضباء والحق أبا بكر وخذ براءة من يده.
قال: ولما رجع أبو بكر إلى النبي جزع وقال: يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت إليه الأعناق، فلما توجهت إليه رديتني عنه. فقال النبي: الأمين هبط إلي عن الله تعالى أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، وعلي مني، ولا يؤدي عني إلا علي.
وروى جدي رحمه الله في كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب: حدثنا مسندا في خبر أن عليا عليه السلام قال: إني لست بالخطيب وأنا حديث السن. فقال: لا بد وأن تذهب بها أو أذهب بها. قال: أما إذا كان كذلك فأنا