كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٧ - الصفحة ١٤٠
قال يزيد: الله أكبر فسر بنا، قال: فسار الدليل بين يدي يزيد فكان يسير به ليلا وينزل به نهارا، ولا يصبح به إلا على ماء من مياه العرب، حتى إذا تقارب من أرض الشام ونظر إلى قصور الشام [و] فلسطين أدركهم الماء ذات ليلة ساروا وهم لا يشكون أنهم يصبحون في الموضع الذي يريدونه، حتى كان قبيل الصبح صاح يزيد بالدليل: ويحك يا عبد الرحمن! إني أرى النعاس قد غلبنا فكم بيننا وبين الموضع؟
قال: ثلاثة أميال، قال: فانزل بنا حتى نرقد في ليلتنا هذه فقد أضر بي السهر!
قال: فعدل به الدليل إلى قصر هنالك في البرية فأنزله قريبا من باب القصر، فنزل يزيد ونزل من كان معه، ونام القوم فلم ينتبهوا إلا والشمس على ظهورهم، فاستيقظ القوم وعلموا أنه قد فاتهم الصلاة فنظروا إلى ساقية هنالك فتوضأوا منه وصلوا، وأشرفت امرأة من القصر ومعها جارية لها مملوكة فنظرت الجارية إلى يزيد بن المهلب فقالت لمولاتها: ما أشبه هذا الرجل بيزيد بن المهلب! فقالت لها مولاتها:
أو تعرفين يزيد بن المهلب؟ فقالت: وكيف لا أعرفه وقد كنت لبعض مواليه. قال: فرفع يزيد رأسه إليها وهو متلثم، قال: أيتها الجارية! ما اسمك؟ قالت: فلانة، قال:
فلمن هذا القصر؟ قالت: هذا قصر زينب بنت يوسف أخت الحجاج امرأة أبي عقيل الثقفي، فقال يزيد: إنا لله وإنا إليه راجعون! ما يفارقنا الحجاج حيث ما ذهبنا، ثم قال للدليل: ارحل بنا ويحك! قال: فرحل القوم حتى دخلوا أرض فلسطين.
ثم صار يزيد إلى زهرة (1) بن عبد الرحمن الأزدي، فنزل عليه وحدثه بقصته مع الحجاج وقال: أسألك أن تسير الان إلى سليمان بن عبد الملك بن مروان فتأخذ لي منه الأمان حتى أكون في ناحيته، فلا يقدم على أمير المؤمنين، ولا أخاف صولة الحجاج. قال: فركب زهرة بن عبد الرحمن إلى سليمان بن عبد الملك بن مروان فخبره بقصة يزيد وسأله أن يكون في‌ ناحيته حتى يأخذ له الأمان من الوليد بن عبد الملك. قال: فآمنه سليمان، فصار إليه يزيد فقربه وأدناه وخلع عليه وأقام عنده مدة مديدة.
وبلغ ذلك الحجاج فكتب إلى الوليد بن عبد الملك كتابا: أما بعد يا أمير المؤمنين فإن يزيد بن المهلب قد كان تغلب على بلاد خراسان فجبى أموالها، وأني بعثت إليه فأشخصته إلى ما قبلي فطالبته بسبعة آلاف ألف درهم، فأنكر ذلك

(1) في الطبري: وهيب.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر كلام عبد الملك بن مروان على المنبر، وإجابة الحجاج إياه، وتولية الحجاج العراقين جميعا 5
2 ذكر قدوم الحجاج إلى الكوفة وكلامه على المنبر 7
3 خبر سبرة بن الجعد مع الحجاج بن يوسف 34
4 ثم رجعنا إلى أخبار الأزارقة 37
5 خبر الجاريتين ابنتي تبع الحميري وخبر محمد بن يوسف أخي الحجاج وخبر السيف وهذا داخل في حديث الأزارقة 38
6 ذكر اختلاف الخوارج وتشتيت أمرهم 39
7 ذكر كتاب المهلب بن أبي صفرة إلى الحجاج بعد فراغه من الأزارقة 50
8 ذكر الرسول وكلامه بين يدي الحجاج 51
9 ذكر كتاب الحجاج إلى المهلب 53
10 ذكر ولاية خراسان للمهلب بعد فراغه من حرب الأزارقة 54
11 ذكر مسير سفيان بن الأبرد الكلبي لما بعث به الحجاج إلى حرب من انفلت من الأزارقة 54
12 ذكر خروج شبيب بن يزيد وما كان من أمره وخروجه على الحجاج 58
13 ذكر عمران بن حطان الخارجي 66
14 ثم رجعنا إلى الخبر الأول وأمر خراسان 72
15 ابتداء أمر ابن الأشعث مع الحجاج بن يوسف 77
16 ذكر كتاب المهلب بن أبي صفرة إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث 80
17 ذكر وفاة المهلب بن أبي صفرة ووصيته عند موته 81
18 ذكر مسير ابن الأشعث إلى العراق لمحاربة الحجاج 82
19 وهذه أول وقعة كانت لابن الأشعث مع الحجاج 87
20 وهذه الوقعة الثانية بالبصرة بين ابن الأشعث وبين الحجاج بن يوسف 89
21 ذكر وقائع دير الجماجم 91
22 ذكر مقتل كميل بن زياد رضي الله عنه صاحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه 94
23 ذكر وقعة القوم بالمفتح 96
24 ذكر الأسارى ومن قتل منهم صبرا يوم الفتح 97
25 ذكر هرب ابن الأشعث إلى بلاد كرمان 100
26 ذكر الوقعة مع يزيد بن المهلب 101
27 ذكر مقتل سعيد بن جبير رحمه الله 104
28 ذكر خروج مسلمة بن عبد الملك إلى بلاد الروم 110
29 ذكر مسير مسلمة بن عبد الملك إلى عمورية بعد فتح طوانة 121
30 وههنا تقع أخبار يزيد بن المهلب وما كان من أمره ثم نرجع إلى أخبار قسطنطينية وانصراف المسلمين عنها إن شاء الله تعالى 130
31 ذكر موت عبد الملك بن مروان ووصيته عند موته إلى أولاده 133
32 ذكر دخول قتيبة إلى خراسان أميرا عليها ثم نرجع إلى خبر يزيد بن المهلب 135
33 ثم رجعنا إلى خبر قتيبة بن مسلم وسنرجع إلى خبر يزيد بعد إن شاء الله تعالى 142
34 ذكر مغازي قتيبة بن مسلم بخراسان 143
35 ذكر غنائم بيكند وما وجد في خزائنها 145
36 ذكر مسير قتيبة بن مسلم إلى بخارى 147
37 ذكر نيزك البرقشي وهربه من عسكر قتيبة 148
38 خبر المنطقة 151
39 ثم رجعنا إلى خبر قتيبة بن مسلم 152
40 ذكر مسير قتيبة إلى مرو الروذ والطالقان والفارياب والجوزجان في وقت واحد 152
41 ذكر مسير قتيبة إلى بلاد سجستان ثم منها إلى بلخ 154
42 ذكر مسير قتيبة إلى بلخ وما والاها من الكور 154
43 ذكر مسير قتيبة إلى خوارزم 155
44 ذكر مسير قتيبة إلى السغد من بعد فتح خوارزم وما والاها 156
45 ذكر كتاب الحجاج إلى قتيبة 157
46 ذكر نزول قتيبة على سمرقند ومحاربة أهلها 158
47 ذكر صلح قتيبة بن مسلم على سمرقند ودخوله والمسلمين إياها 160
48 ذكر العهد الذي كتب الغوزك بن أخشيد 161
49 ذكر كتاب الحجاج إلى قتيبة 162
50 ذكر كتاب الحجاج إلى قتيبة عند وفاته 163
51 ذكر ولاية يزيد بن أبي كبشة على العراق ومسير قتيبة إلى فرغانة 164
52 ذكر فتح كاشغر من أداني مدائين الصين، ووفاة الوليد بن عبد الملك 165
53 ذكر ولاية سليمان بن عبد الملك وخبر يزيد بن المهلب 166
54 ذكر ابتداء خلاف قتيبة بن مسلم على سليمان بن عبد الملك وعصيانه إياه 166
55 ذكر كلام قتيبة في خطبته 172
56 ذكر مقتل قتيبة بن مسلم واجتماع أصحابه على ذلك 175
57 ذكر ولاية يزيد بن المهلب أرض خراسان 185
58 ذكر مسير يزيد بن المهلب إلى جرجان وما كان منه إلى أهلها 188
59 ذكر مسير يزيد بن المهلب 191
60 ذكر مسير يزيد بن المهلب إلى جرجان وما فعل بها وأهلها 193
61 ذكر كتاب يزيد بن المهلب إلى سليمان بن عبد الملك بن مروان 196
62 ذكر رجوع مسلمة بن عبد الملك إلى دار الاسلام بعد أربع عشرة سنة 197
63 خلافة عمر بن عبد العزيز 202
64 ذكر كتاب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن المهلب 205
65 ذكر القوم المتظلمين من يزيد بن المهلب وما كان من كلامهم بين يدي 207
66 عدي بن أرطأة وما كان من رده عليهم بجواب لم يسمع بمثله 207
67 وهذا كلامهم ليزيد بن المهلب على رؤوس الاشهاد 208
68 ذكر جواب يزيد لهؤلاء القوم 209
69 ذكر قدوم يزيد بن المهلب على عمر بن عبد العزيز 210
70 ذكر قدوم مخلد بن يزيد بن المهلب على عمر بن عبد العزيز من خراسان 211
71 ذكر ولاة خراسان وأرمينية 211
72 خبر يزيد بن المهلب ويزيد بن عبد الملك 212
73 ذكر وفاة عمر بن عبد العزيز 213