فهل لك أن تخرج؟ قال: نعم.
فخرج أبو طالب إليها وقال لها ذلك، ففرحت وقالت لغلامها ميسرة:
أنت وهذا المال كله بحكم محمد (صلى الله عليه وآله).
وربحا في ذلك السفر ربحا كثيرا. فلما انصرفا قال ميسرة: لو تقدمت يا محمد إلى مكة وبشرت خديجة بما قد ربحنا لكان أنفع لك! فتقدم محمد على راحلته.
وكانت خديجة في ذلك اليوم جالسة في غرفة لها مع نسوة، فظهر لها محمد راكبا، ونظرت خديجة إلى غمامة عالية على رأسه تسير بسيره!.
فقالت: إن لهذا الراكب لشأنا عظيما ليته جاء إلى داري! فإذا هو محمد قاصد إلى دارها، فنزلت حافية إلى باب الدار! فلما رجع ميسرة حدث:
أ نه ما مر بشجرة ولا مدرة الا قالت: السلام عليك يا رسول الله! ولما رأى بحيرا الراهب الغمامة تسير على رأسه حيثما سار تظلله النهار، خدمنا.
فقالت: يا محمد اخرج واحضرني عمك أبا طالب الساعة.
ثم بعثت إلى (ابن (1) عمها ورقة بن نوفل بن أسد: أن زوجني من محمد إذا دخل عليك.
فلما حضر أبو طالب قالت: اخرجا إلى (ابن) عمي ليزوجني من محمد، فقد قلت له في ذلك،