وقد قرر غير واحد من المؤرخين أن سببه كان عصيان العاص بن وائل السهمي على الرجل التاجر الغريب وحبسه حقه، وقد سبق أن بني سهم وبني عبد شمس كانوا من الأحلاف في لعقة الدم، فيكون معنى دعوة أبي سفيان إليه ودخول بني أمية فيه أ نهم دخلوا في حلف خلاف حلف الأحلاف في لعقة الدم، وهذا ما لم يقله أحد.
وقد روى ابن إسحاق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أ نه قال: ما كان من حلف في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده الا شدة (1).
وروى ابن منظور هذا الحديث في " لسان العرب " فقال: يريد المعاقدة على الخير ونصرة الحق، وبذا يجتمع هذا الحديث وحديث آخر له هو " لا حلف في الإسلام " على أن يكون المراد من هذا الحديث الثاني النهي عما كانت تفعله الجاهلية من المحالفة على الفتن والقتال بين القبائل والغارات.
وقيل: ان الحديث الثاني وهو " لا حلف في الإسلام " جاء لاحقا، قاله الرسول - صلى الله عليه [وآله] وسلم - زمن الفتح، فهو ناسخ للحديث الأول (2).
ولعل خصوصية بعد الفتح أن يشمل امضاؤه (صلى الله عليه وآله) في هذا الحديث للحلف الذي كان قد عقده جده عبد المطلب مع جمع من خزاعة، فلما قتلت قريش عددا من خزاعة استنصروا النبي استنادا إليه فكان فتح مكة مستندا