لأنه يقول عبد المطلب فيه: توفي أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه. وأم رسول الله لم تمت حتى بلغ ست سنين.
فنرى ان الكازروني قد تنبه إلى هذه الغلطة ولكنه لم يغلطها بل غلط بداية الرواية إذ قالت: وذلك بعد مولد النبي بسنتين. بدون أي مرجح فيما بين هذين النصين. ثم لم يغلط قوله: وكفلته أنا وعمه. فما معنى ذكر كفالة عمه أبي طالب إلى جانب جده عبد المطلب؟! ثم لم ير أي تناقض بين هاتين الجملتين: هذا حينه الذي يولد فيه أو قد ولد. وقوله: وقد ولد سرارا!
والمسعودي قد اختصر الخبر على عادته في (مروج الذهب) ولكنه صرح: بأن سيف بن ذي يزن كان يهوديا ولذلك أبى قيصر أن ينصره، وأبى هو ان يتنصر أو يظهر له النصرانية فينصره، بل عدل إلى الملك غير العادل أنوشيروان عابد النيران فطلب منه الأعوان على الأحباش النصارى. وهؤلاء وان كانوا على غير حقيقة النصرانية ولذلك أهلك الله كثيرا منهم بطير أبابيل، ولكن فما الدليل على العقيدة الحقة لدى سيف اليمن؟ أفهل يكفي لذلك رواية أبنائه المسلمين بعد المائتين بل أكثر من الهجرة، تقص على المسلمين جملة جمة من مجد جدهم سيف اليمن؟!
وانما قلت بعد المائتين بل أكثر من الهجرة،، إذ لا نرى أي أثر لهذا الخبر لا عند ابن إسحاق ولا في سيرة ابن هشام ولا الطبري، بل نراه في اليعقوبي باختصار (1)، ثم في (اكمال الدين) للصدوق منقولا عن ابن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وابن عباس لم يدرك الأمر ولم يسنده