قال المجلسي: أقول: هذا الخبر - وان لم نعتمد عليه كثيرا، لكونه من طرق المخالفين - انما أوردته لما فيه من الغرائب!
وعلق عليه المحقق الرباني الشيرازي يقول: نحن في غنى من أن نسرد كل ما عثرنا عليه مما جاء في فضائله من المعاجز وخوارق العادات كما كان كاتبو سيرته من القدماء يفعلون ذلك، فنحن لا نحتاج في اثبات عظمته إليها، بعد ما ملأت فضائله الآفاق (1).
وأين هذه الصورة عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك الوصف الذي يصفه به صنوه وصهره وأخوه ثم وصيه علي (عليه السلام) إذ قال في كلام له " ولقد قرن الله به من لدن ان كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره " (2).
وروى ابن أبي الحديد: ان بعض أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) سأله عن قوله سبحانه * (الا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) * (3)؟ فقال (عليه السلام): " يوكل الله تعالى بأنبيائه ملائكة يحصون أعمالهم ويؤدون إليهم تبليغ الرسالة، ووكل بمحمد ملكا عظيما منذ فصل من الرضاع، يرشده إلى الخيرات ومكارم الأخلاق، ويصده عن الشر ومكاره الأخلاق " (4).