فرع النبي المصطفى المختار * إمامنا المعظم المقدار والمدرك الثار من الكفار * سلالة الأئمة الأطهار شمس الهدى والمجد والفخار * وصاحب السؤدد والوقار رب الندا والجود والايثار * خاتم آل المصطفى والأبرار 886:
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بالحاكم وبابن البيع. وفي تذكرة الحفاظ يقال له الضبي لأن جدته هي سبطة عيسى بن عبد الرحمن، ووالدة عيسى هذا مثوبة بنت إبراهيم بن طهمان الفقيه وبيته بيت الصلاح والورع والبادين في الاسلام.
ولد في ربيع الأول سنة 321 وتوفي صفر سنة 405 وقيل سنة 403.
ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ وقال: الحافظ الكبير إمام المحدثين طلب الحديث من الصغر باعتناء أبيه وخاله ورحل إلى العراق وهو ابن عشرين وحج ثم جال في خراسان وما وراء النهر فسمع بالبلاد من ألفي شيخ وكان يذاكر الجعابي والدارقطني وقال الخليل ابن عبد الله الحافظ هو ثقة واسع العلم بلغت تصانيفه قريبا من خمسمائة جزء صنف تاريخ نيسابور ولم يسبقه إلى ذلك أحد. قال عبد الغافر: الحاكم إمام أهل الحديث واتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء من تخريج الصحيحين وتاريخ نيسابور ومزكي الاخبار والمدخل إلى علم الصحيح والإكليل وفضائل الشافعي وغيرها كان مقدمو عصره يقدمونه على أنفسهم ويراعون حق فضله ثم أطنب في تعظيمه وقال هذه جمل يسيرة وهو غيض من فيض سيره وأحواله ومن تأمل تصانيفه اعترف له بالمزية على من تقدمه وأتعابه من بعده وتعجيزه اللاحقين عن بلوع شأوه عاش حميدا ولم يخلف في وقته مثله.
قال الخطيب أبو بكر: أبو عبد الله الحاكم كان ثقة يميل إلى التشيع فحدثني إبراهيم ابن محمد الأرموي قال جمع الحاكم أحاديث وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم منها حديث الطير ومن كنت مولاه فعلي مولاه فأنكرها عليه أصحاب الحديث فلم يلتفتوا إلى قوله قال أبو عبد الرحمن الشاذيارخي كنا في مجلس السيد أبي الحسن فسال الحاكم عن حديث الطير فقال لا يصح ولو صح لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي ص قلت ثم تغير الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه ولا ريب أن في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك باخراجها فيه وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا قد أفردتها بمصنف ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل وأما حديث من كنت مولاه فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضا. قال ابن طاهر سالت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم فقال ثقة في الحديث رافضي خبيث ثم قال ابن طاهر كان شديد التعصب للشيعة في الباطن وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفا عن معاوية وآله متظاهرا بذلك ولا يعتذر منه قلت أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر وأما الشيخان فمعظم لهما فهو شيعي لا رافضي وليته لم يصنف المستدرك فإنه غض من فضائله بسوء تصرفه. انتهت تذكرة الحفاظ بتصرف واختصار يقول المؤلف:
العجب لهؤلاء لا يكاد يسلم منهم أحد ينسب إلى تفضيل علي وآله عليهم السلام حتى أعاظم العلماء والمحدثين فيقال لأحدهم مثل الحاكم الذي يحق للأمة الاسلامية أن تفتخر به في كل عصر وجيل: رافضي خبيث بدون تأثم ولا تخرج لماذا؟ لميله إلى أهل البيت الطاهر النبوي وانحرافه عن أعدائهم من بني أمية فلم يمنعه من قذفهم وشتمهم علمه وفضله وجلالته وسمو مقامه في الاسلام ثم أنظر إلى كلام الخطيب الذي انتقد الحاكم في زعم أن حديثي الطير والولاية من الصحاح على شرط الشيخين وإن أصحاب الحديث أنكروهما فلم يلتفتوا إلى قوله تجد أن هذا الانتقاد ملؤه العصبية وعدم الإطاقة لسماع فضيلة لعلي ع وآله والتماس الوجوه للقدح فيها إما في السند أو في الدلالة ولو كثرت رواتها واتضحت دلالتها فان وردت في غيره أغمض الطرف عنها وأخذت بالقبول مهما كانت. ما ذا يريد الخطيب ليقبل حديثي الطير والولاية ولا ينفر ولا يمتعض منهما ولا يصيبه وجع في بطنه أزيد من اعتراف الذهبي المعلوم حاله بان لحديث الطير طرقا كثيرة جدا ولحديث الولاية طرقا جيدة وأفراده لكل منهما بالتأليف. أما قول الحاكم عن حديث الطير لا يصح وقد سئل عنه في المجلس الحافل بمن لا يرضيهم صحته إن صح ذلك عنه فكان خوفا على نفسه أن يقال له على الأقل رافضي خبيث كما قال الأنصاري مع اعترافه بوثاقته وإذا كان الدارقطني مع جلالته نسب إلى التشيع لحفظه ديوان السيد الحميري كما حكاه الذهبي في تذكرته في ترجمة الدارقطني فما ظنك بمن يعترف بصحة حديث الطائر القاضي بان عليا ع أحب الخلق إلى رسول الله ص أما الذهبي فأراد أن يأخذ نفسه بشئ من الانصاف فلم يستطع وغلب الطبع شيمة المتطبع فإنه ذكر أن لحديث الطير طرقا كثيرة وأنه أفردها بمصنف ومع ذلك لم تطاوعه نفسه أن يقول هو صحيح بل قال متورعا: مجموعها يوجب أن يكون له أصل وقال عن حديث الولاية أن له طرقا جيدة ولم يستطع أن يقول صحيحة كما قال الشاعر:
إن دهرا يلف شملي بسعدى * لزمان يهم بالاحسان فهذا الشاعر لكثرة غضبه من الدهر ومعاكسة الدهر له بعد أن لف شمله بعشيقته وهو غاية المطلوب لم يطاوعه لسانه أن يقول هو محسن بل غاية ما قال عنه أنه يهم بالاحسان ولما يحسن وكذلك كانت حال الذهبي ثم انظر إلى الذهبي الذي لم يلتفت إلى التناقض في كلامه فهو مع اعترافه بان لحديث الطائر طرقا كثيرة يوجب مجموعها أن يكون له أصل وإن حديث الولاية طرقه جيدة قال أن في المستدرك أحاديث ليست على شرط الصحة أو موضوعة وهو يعني بها أمثال حديث الطائر والولاية إذ هي التي لا تقبل النفوس صحتها ولو كثرت طرقها ويقول الذهبي عن الحاكم أنه بعد ما أنكر صحة حديث الطائر في المجلس العام تغير وأخرجه في مستدركه وينعي عليه ذلك وقد عرفت وجه انكاره وأنه لم يتغير ولا يمكن أن يتغير وحاله ما عرفت في سعة الاطلاع والإحاطة والوثاقة. 887:
محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قتل مع الحسين ع بالطف سنة 61.
قال أبو الفرج الأصبهاني: أمه الخوصاء بنت حفصة كذا بن ثقيف بن ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن عائد بن ثعلبة بن الحارث بن تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.