جماعة إلى أن قال وأبو العلاء بن حسولة الصواب حسول أيده الله وسيتفق لي أو لمن بعدي الحاق ما يحصل من أشعارهم بهذا الباب انش أي الباب العاشر الذي هو في ذكر النيسابوريين. وهو صريح في أنه نيسابوري مع أن المذكور في نسبته أنه همذاني رازي ولكن الثعالبي ترجم له في تتمة اليتيمة وذكره فيها في عدة مواضع فقال: الأستاذ أبو العلاء محمد بن علي بن الحسين صفي الحضرتين أصله من همذان منشؤه الري إلى أن قال: وأبو العلاء اليوم من أفراد الدهر في النظم والنثر وطالما تقلد ديوان الرسائل وتصرف في الأعمال الجلائل وحين طلعت الراية المحمودية بالري أراد بها راية محمود بن سبكتكين أجل وبجل وشرف وصرف وانهض في صحبتها إلى الحضرة بغزته حرسها الله رغبة في اصطناعه وتكثرا بمكانه. ولما ألقت الدولة المسعودية شعاع سعادتها على مقر الملك ومركز العز زيد في إكرام أبي العلاء والإنعام عليه وأوجب الرأي أن يرد إلى الري على ديوان الرسائل بها فخلع عليه وسرح أحسن سراح ولقيته بنيسابور فاقتبست من نوره واغترفت من بحره وهو الآن بالري في أجل حال وأنعم بال آه تشيعه وجدت في مسودة الكتاب له هذه الأبيات والظاهر أني نقلتها عن الطليعة عن القزويني في الروضة وهي:
علي امامي بعد الرسول * سيشفع في عرصة الحق لي ولا أدعي لعلي سوى * فضائل في العقل لم تشكل ولا أدعي انه مرسل * ولكن امام بنص جلي وقول الرسول له إذا أتى * له شبه الفاضل المفضل إلا إن من كنت مولى له * فمولاه من غير شك علي وكفى ذلك دليلا على تشيعه. وعده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المجاهرين.
اخباره في مسودة الكتاب والظاهر أني نقلته من الطليعة: قال القزويني في الروضة: حضرت معه عند الوزير اللنكير فاخرج أترجة وأخذ دواة ودرجا وكتب حتى عرق جبينه ولطخ الدرج بكثرة ما سود فإذا هو يعمل في صفة الأترجة بيتا وهو:
كأنها لون فتى عاشق * من برده قد لبس المخملا فالتفت إلي أبو العلاء وقال لا بد من الإجازة ولو عزلني عن عملي وأنشد:
أو لون حاج من خراسان من * إسهاله قد ركب المحملا فحرك رأسه الوزير مستحسنا فلم نتمالك من الضحك حتى علم السخرية فاستشعرنا العربدة وخرجنا.
وفي تتمة اليتيمة في ترجمة طاهر بن الحسين بن يحيى المخزومي البصري أنه قال لأبي العلاء بن حسول أيده الله:
قالوا وداد أبي العلاء يحول * كالظل يقصر مرة ويطول فسأستشف لقاءه فأميل في * وصل وهجر منه حيث يميل فإذا دعاني بشرة قاربته * وإذا تجعد فالعزاء جميل وفي تتمة اليتيمة في ترجمة أبي علي مسكويه الخازن قال وكتب إلى أبي العلاء ابن حسول قصيدة منها:
ولقد نفضت بهذه الدنيا * يدي وحسمت دائي ما ذا يغرني الزمان * وقد قضيت به قضائي أ فبعد ما أفنيت عمري * وأطلعت على فنائي أصاد بالدنيا وينصب * لي بها شرك الرجاء هيهات قد أفضيت من * صبح الحياة إلى المساء وبلغت من سفري إلى * أقصاه مزموم العناء وفيها في ترجمة أبي سعد منصور بن الحسين الآبي أنه كتب إلى الاستاد أبي العلاء هذه القصيدة الكتابية من فيروزكوه يصف البرد الشديد ويذكر أصدقاءه بالري وتجري القصيدة مجرى الكتاب:
يا كاتبي ألق الدواة * وقط حافية الآباء واكتب لسيدنا صفي * الحضرتين أبي العلاء من عبده الآبي معطيه * القياد بلا آباء أنعم صباحا أيها الأستاذ * وأنعم بالمساء وتمل عزا دائما * مرخى له طول الرخاء وأبلغ نهايات المنى * وتعد ارجاء الرجاء إني كتبت وقد لوت * عضد السرور يد الثناء فكتبت من فيروزكوه * مقر عزي وارتقائي لثلاث عشرة جزن من * شعبان يوم الأربعاء عن نعمة وسعادة * ومزيد عز واعتلاء وسلامة لو لم يكدرها * تراخي الالتقاء ما لي كتبت وما * أجبت تنكبا سن السواء أأنفت من رد الجواب * وما أنفت من ابتدائي إني انتميت إلى ولائك * فارع لي حق الولاء وهي طويلة ستأتي في ترجمة ناظمها انش بعد حذف سخفها ومجونها الذي كان شائعا في ذلك العصر وهو من أقبح معائبه. وفيها من ترجمة يوسف بن محمد بن أحمد الجلودي الرازي أنه قال من قصيدة إلى الأستاذ أبي العلاء بن حسول أيده الله تعالى:
ما ماء مزنكم الغمام مجلجل * تزجيه أنفاس الرياح لبسطه أشفى لحامي غلة من رقعة * من عند سيدنا تكون بخطه ويظهر من قصيدة أخرى أرسلها إليه الجلودي المذكور أنه كان قد لزم أو الزم منزله ولعله بعزل أو ذنب أوجب ذلك وكذلك الدهر لا يصفو مرة حتى يكدر أخرى ففي تتمة اليتيمة في ترجمة الجلودي المذكور بعد ذكر البيتين السابقين: وقوله من أخرى فيه وقد كان لزم منزله لحال أوجبت ذلك:
صفي الحضرتين أبا العلاء * يدال المرء في ضمن البلاء وليث الغاب يلبد لامتياح * وغرب السيف يغمد لانتضاء لساموك الخفاء وكيف تخفى * وأنت الشمس في رأد الضحاء