الخلصاء وبدرت بوادره واشتهرت نوادره وضربت بصنائعه محاسن الأمثال إذ هي قلائد في أعناق الرجال فشمخت به بنو أسد الأسد الشداد وفخرت به على سائر العباد والبلاد صلصال أسدي ومفخر أبدي وطالت دعائم الحلة الفيحاء على مجرة الجوزاء وفخرت بمجده مراتب الزوراء.
قصدته أبناء الرجاء فلم يروا * عن بابه عوضا ولا مستبدلا رجعوا وكل بالفخار مؤيد * واتوا وقد فضلوا به فضل الألى وجدوا أميرا حاتميا حاكما * يوم الفخار معمما ومخولا ملك إذا زحفت كتيبة معشر * يوما رأيت ابن الحسين الأولا لا زال محروس الجناب مؤيدا * رب المكارم والفضائل والعلى إلى أن قال دعاني رسول فكري وناجاني رب نظمي ونثري أن اجمع في محاسنه ديوانا مكملا وفصلا مفصلا ومجملا يزهو في دوحه اللحظ ويلهو ويطرب منه اللفظ فهززت عضب الكلف وحطمت قناة الكلف وصنعته بين طباقه وجناسه وبديعه وقياسه موانع الحصر وتوابع القصر وكلما ارتج علي باب وحجب عن بديهتي حجاب فتحها لي حسن أخلاقه الحميدة وأعراقه المجيدة:
ملك يسايقني سوابق فضله * في كل معنى يجتنى أو يقتنى فيحل بالأوصاف عقدة خاطري * فيه وإن كنت البليد الألكنا لولا خلال ابن الحسين وجوده * لم يمس مدحي في البرية بينا صدر ضياء جبينه مثل اسمه * فانظر ترى حسا وحسنا محسنا أحيا عظامي الدراسات بجوده * لولا صنائعه والا من انا فسارعت إلى العمل بنجح الأمل وسميته نزهة الجليس وفرصة الأنيس كثير الفضل قليل الحجم يشتمل على مدائح الصاحب الصدر المعظم عز الدين نجم أدام الله أيامه وأجرى بالسعد أقلامه ورفع سنجق مناره ونصب رزدق فخاره على مجرة الجوزاء صلة عائدها رب السماء ولا زال مهنا بآصف الملك خسرو الآفاق سيد الوزراء رب الرتبة العلياء مذل الأعداء صاحب اليد البيضاء ناصر المسلمين جمال الملة والحق والدين أدام الله أيامه وأمضى على رقاب أعاديه حسامه:
أ ما ترى ملكا عليه مهابة * يوم الفضائل أو ترى ملكا وعضده الله بالمالك الأعظم المولى المعظم مالك الأيام صاحب ديوان الزمام صدر الآفاق ومالك العراق ذي اليد والتمكين عماد الحق والملة والدين أدام الله أيامهما ولا زال السعد يخطر بجديهما ويمر بسعديهما مثل الأهلة في البروج منيرة * كملا فخارهما فصرن بدورا شرفا فأصبح في الأنام علاهما * بين البرية أولا وأخيرا رضعا ثدي المكرمات من العلى يوم الفخار فطهرا تطهيرا والمملوك وأن أطال نظمه ونثره وأسهب خاطره وفكره متوشلا من بحر مولانا قطره متوسلا من أياديه ذرة يسال الصفح عن خطاه وكشف مغطاة. فأول ما صنع على قافية الهمزة ثم شرح في ذكر القصائد فأورد في بعض حروف المعجم عدة قصائد وفي بعضها قصيدة واحدة وكتب على ظهر النسخة ما صورته:
شرف المزية في المدائح العزية من نظم المملوك محمد بن الحسن بن محمد بن كحيل ابن الشيخ سلطان العارفين جاكير بن باكير الكردي الادرازي الحلي المعروف بابن نعيم برسم خزانة المولى الصاحب الصدر الكبير المعظم عز الدنيا والملة حقا والدين فخر الاسلام والمسلمين أبي محمد الحسن بن الحسين بن نجم الحلي الأسدي أدام الله أيامه وبلغه في الدنيا مرامه بمحمد وبآله الطاهرين آه وعلى ظهرها تحت ذلك تقريض بخط العلامة الحلي قدس الله روحه هذه صورته:
لقد أحسنت أيها الشيخ العالم الفاضل البارع النحرير اللقن الفصيح العلامة المحقق ملك العلماء شمس الملة والدين فيما نظمت وأجدت القول فيما اتيت به وبرزت فيه على المتقدمين ولم يساجلك أحد من المتأخرين وجمعت بين اللفظ الرائق البديع والتركيب الشائق الصنيع فمن جرى في ميدانك تأخر وصلى وأنى يدرك شأوك كلا كلا ولا شك في أحسن القول أصدقه وقد انضم جودة معانيك إلى صدقك في مدح المولى الصاحب الصدر الكبير العالم المعظم المرتضى كهف الفقراء وملاذ المؤمنين عز الملة والحق والدين أعز الله ببقائه الاسلام والمسلمين وختم اعماله بالصالحات وغفر له جميع الذنوب والزلات بمحمد وآله الطاهرين. وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى الغني به عمن سواه حسن بن مطهر حامدا لله تعالى ومصليا على سيدنا محمد وآله.
وكتب تحت هذا التقريض تقريض آخر لم يعلم صاحبه لذهاب بعض الكلمات من آخره ووسطه على تطاول الأيام وهذا ما تمكنا من قراءته منه:
ما قاله المولى المنعم الفاضل البارع البليغ الفصيح المحقق المدقق ملك العلماء شمس الملة والدين من نظم ونثر فإنه جاز فيه حد الفصاحة والبلاغة ولقد صدق فيما قاله من مدح المولى الصاحب المعظم وبقي كلام آخر في الوسط والآخر لم نتمكن من قراءته وفي آخر الكتاب ما صورته: ثم الديوان الموسوم بمديح المولى الصاحب الصدر المعظم عز الدنيا والدين الحسن بن الحسين بن نجم بن مظفر بن أبي المعالي بن الصروي بن قيصر الأسدي في سادس عشر شهر رمضان المبارك سنة خمس وتسعين وستمائة. كتبه العبد إسماعيل بن يوسف بن الدين كذا الحلي. وبعد هذا ما صورته: فرع من نسخه ونظمه العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن حسن بن محمد بن كحيل بن الشيخ سلطان العارفين جاكير بن باكير الكردي الادرازي المعروف بابن نعيم الحلي في أواخر رمضان المبارك من سنة خمس وتسعين وستمائة الهلالية والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وآله الطاهرين آه ونحن ننتخب منه قسما صالحا ندرجه في كتابنا. قال أول ما صنع على قافية الهمزة قصيدة عملها فيه ويذكر فيها وقعة في الكوفة في ليلته المعروفة واخذه عدوه حيا وقتل أصحابه ولها:
الوجد ما طابت به البرحاء * والحب ما كثرت به الأعداء وأخو الصبابة كلما رق الصبا * عز الدواء به وهاج الداء ما للقلوب الهائمات كأنما * وقف عليها البين والعدواء باتت تجاذبها الكآبة والجوى * بازمة الأشواق حيث تشاء فهي الحوائم لا يبل غليلها * حتى تجود بظلمها ظمياء ضاقت عليها الأرض وهي فسيحة * من حيث ما حلت بها أسماء هيفاء واضحة الجبين غريرة * لعساء طيبة الشذا غيداء سفرت فنم بعطرها نشر الصبا * فتبسمت فتجلت الظلماء وبدت لنا والليل اسود حالك * فكأنها للناظرين ذكاء وتمايلت أعطافها من لينها * تيها وما عبثت بها الصهباء كيف السبيل وحولها من عامر * شوس وحول خبائها الرقباء والخيل تعثر والليوث عوابس * والبيض واليزنية السمراء