إن كنت لم تشعر بنجدة معشر * فأقدم علينا ويب غيرك تشعر ثم اقتتل الناس أشد القتال فأخذ يناديهم ويقول يا معشر طيئ فدى لكم طارفي وتالدي قاتلوا على الأحساب وأخذ يقول أنا الذي كنت إذا الداعي دعا * مصمما بالسيف ندبا أروعا فأنزل المستلئم المقنعا * وأقتل المبالط السميدعا وقال بشر بن العسوس الطائي ثم الملقطى يا طيئ السهول والأجبال ألا انهدوا بالبيض والعوالي؟ * وبالكماة منكم الابطال فقارعوا أيمة الجهال * السالكين سبل الضلال ففقئت يومئذ عين أبى العسوس فقال في ذلك ألا ليت عيني هذه مثل هذه * فلم أمش في الآناس إلا بقائد ويا ليتني لم أبق بعد مطرف * وسعد وبعد المستنيرين خالد فوارس لم تغذ الحواضن مثلهم * إذا الحرب أبدت عن خدام الخرائد ويا ليت رجلي ثم طنت بنصفها * ويا ليت كفى ثم طاحت بساعدي قال أبو مخنف حدثني أبو الصلت التيمي قال حدثني أشياخ محارب أنه كان منهم رجل يقال له خنثر بن عبيدة بن خالد وكان من أشجع الناس فلما اقتتل الناس يوم صفين جعل يرى أصحابه منهزمين فأخذ ينادى يا معشر قيس أطاعة الشيطان آثر عندكم من طاعة الرحمن الفرار فيه معصية الله سبحانه وسخطه والصبر فيه طاعة الله عز وجل ورضوانه فتختارون سخط الله تعالى على رضوانه ومعصيته على طاعته فإنما الراحة بعد الموت لمن مات محاسبا لنفسه وقال لا وألت نفس امرئ ولى الدبر * أنا الذي لا ينثنى ولا يفر ولا يرى مع المعازيل الغدر فقاتل حتى ارتث ثم إنه خرج مع الخمسمائة الذين كانوا اعتزلوا مع فروة بن نوفل الأشجعي فنزلوا بالدسكرة والبندنيجين فقاتلت النخع يومئذ قتالا شديدا
(٢٢)