ندعوهم إليه أو تكثر القتلى بيننا وبينهم فقال له مخنف وكان ابن خالته عز الله بك النية أما والله ما علمت صغيرا وكبيرا إلا مشؤوما والله ما ميلنا الرأي قط أيهما نأتى أو أيهما ندع في الجاهلية ولا بعد أن أسلمنا إلا اخترت أعسرهما وأنكدهما اللهم إن تعافى أحب إلينا من أن تبتلى فأعط كل امرئ منا ما يسألك وقال أبو بريدة بن عوف اللهم احكم بيننا بما هو أرضى لك يا قوم إنكم تبصرون بما يصنع الناس وإن لنا الأسوة بما عليه الجماعة إن كنا على حق وإن يكونوا صادقين فان أسوة في الشر والله ما علمنا ضرر في المحيا والممات وتقدم جندب بن زهير فبارز رأس أزد الشأم فقتله الشامي وقتل من رهطه عجل وسعد ابنا عبد الله من بنى ثعلبة وقتل مع مخنف من رهطه عبد الله وخالد ابنا ثاجد وعمرو وعامر ابنا عويف وعبد الله ابن الحجاج وجندب بن زهير وأبو زينب بن عوف بن الحارث وخرج عبد الله ابن أبي الحصين الأزدي في القراء الذين مع عمار بن ياسر فأصيب معه * قال أبو مخنف وحدثني الحارث بن حصيرة عن أشياخ النمر أن عقبة بن حديد النمري قال يوم صفين ألا إن مرعى الدنيا أصبح هشيما وأصبح شجرها خضيدا وجديدها سملا وحلوها مر المذاق ألا وإني أنبئكم نبأ امرئ صادق إني قد سئمت الدنيا وعزفت نفسي عنها وقد كنت أتمنى الشهادة وأتعرض لها في كل جيش وغارة فأبى الله عز وجل إلا أن يبلغني هذا اليوم ألا وإني متعرض لها من ساعتي هذه قد طمعت ألا أحرمها فما تنتظرون عباد الله بجهاد من عادى الله خوفا من الموت القادم عليكم الذاهب بأنفسكم لا محالة أو من ضربة كف بالسيف تستبدلون الدنيا بالنظر في وجه الله عز وجل وموافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في دار القرار ما هذا بالرأي السديد ثم مضى فقال يا إخوتي قد بعت هذه الدار بالتي أمامها وهذا وجهي البها لا تبرح وجوهكم ولا يقطع الله عز وجل رجاءكم فتبعه إخوته عبيد الله وعوف ومالك وقالوا لا نطلب رزق الدنيا بعدك فقبح الله العيش بعدك اللهم إنا نحتسب أنفسنا عندك فاستقدموا فقاتلوا حتى قتلوا * قال أبو مخنف حدثني ملة ابن زهير النهدي عن أبي مسلم بن عبد الله الضبابي قال شهد ت صفين مع الحي ومعنا
(١٩)