فأصيب منهم يومئذ بكر بن هوذة وحيان بن هوذة وشعيب بن نعيم من بنى بكر النخع وربيعة بن مالك بن وهبيل وأبى بن قيس أخو علقمة بن قيس الفقيه وقطعت رجل علقمة يومئذ فكان يقول ما أحب أن رجلي أصح ما كانت وإنها لمما أرجو به حسن الثواب من ربي عز وجل وقال لقد كنت أحب أن أرى في نومي أخي أو بعض إخواني فرأيت أخي في النوم فقلت يا أخي ماذا قدمتم عليه فقال لي إنا التقينا نحن والقوم فاحتججنا عند الله عز وجل فحججناهم فما سررت منذ عقلت سروري بتلك الرؤيا * قال أبو مخنف حدثني سويد بن حية الأسدي عن الحضين ابن المنذر أن أناسا كانوا أتوا عليا قبل الوقعة فقالوا له إنا لا نرى خالد بن المعمر الا قد كاتب معاوية وقد خشينا أن يتابعه فبعث إليه على والى رجال من أشرافنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا معشر ربيعة فأنتم أنصاري ومجيبو دعوتي ومن أوثق حي في العرب في نفسي وقد بلغني أن معاوية قد كاتب صاحبكم خالد بن المعمر وقد أتيت به وجمعتكم لأشهدكم عليه ولتسمعوا أيضا ما أقوله ثم أقبل عليه فقال يا خالد بن المعمر إن كان ما بلغني حقا فإني أشهد الله ومن حضرني من المسلمين انك آمن حتى تلحق بأرض العراق أو الحجاز أو أرض لا سلطان لمعاوية فيها وان كنت مكذوبا عليك فإن صدورنا تطمئن إليك فحلف بالله ما فعل وقال رجال منا كثير لو كنا نعلم أنه فعل أمثلناه فقال شقيق بن ثور السدوسي ما وفق خالد بن المعمر إن نصر معاوية وأهل الشأم على على وربيعة فقال زياد بن خصفة التيمي يا أمير المؤمنين استوثق من ابن المعمر بالايمان لا يغدرنك فاستوثق منه ثم انصرفنا فلما كان يوم الخميس انهزم الناس من قبل الميمنة فجاءنا على حتى انتهى إلينا ومعه بنوه فنادى بصوت عال جهير كغير المكترث لما فيه الناس لمن هذه الرايات قلنا رايات ربيعة فقال بل هي رايات الله عز وجل عصم الله أهلها فصبرهم وثبت أقدامهم ثم قال لي يا فتى ألا تدنى رأيتك هذه ذراعا قلت نعم والله وعشر أذرع فقمت بها فأدنيتها حتى قال إن حسبك مكانك فثبت حيث أمرني واجتمع أصحابي * قال أبو مخنف حدثنا أبو الصلت التيمي قال
(٢٣)