فلما رجع الناس إلى الكوفة عتب على يزيد بن الطفيل في بعض ما يعتب فيه الرجل على ابن عمه فقال له ألم ترني حاميت عنك مناصحا * بصفين إذ خلاك كل حميم ونهنهت عنك الحنظلي وقد أتى * على سابح ذي ميعة وهزيم قال أبو مخنف حدثني فضيل بن خديج قال خرج رجل من أهل الشأم يدعو إلى المبارزة فخرج إليه عبد الرحمن بن محرز الكندي ثم الطحمي فتجاولا ساعة ثم إن عبد الرحمن حمل على الشأمى فطعنه في ثغرة نحره فصرعه ثم نزل إليه فسلبه درعه وسلاحه فإذا هو حبشي فقال إنا لله لمن أخطرت نفسي لعبد أسود وخرج رجل من عك يسأل المبارزة فخرج إليه قيس بن فهدان الكناني ثم البدني فحمل عليه العكي فضربه واحتمله أصحابه فقال قيس بن فهدان لقد علمت عك بصفين أننا * إذا التقت الخيلان نطعنها شزرا ونحمل رايات الطعان بحقها * فنوردها بيضا ونصدرها حمرا قال أبو مخنف وحدثني فضيل بن خديج أن قيس بن فهدان كان يحرض أصحابه فيقول شدوا إذا شددتم جميعا وإذا انصرفتم فأقبلوا معا وغضوا الابصار وأقلوا اللفظ واعتوروا الاقران ولا يؤتين من قبلكم العرب قال وقتل نهيك بن عزير من بنى الحارث بن عدي وعمرو بن يزيد من بنى ذهل وسعيد بن عمرو وخرج قيس بن يزيد وهو ممن فر إلى معاوية من على فدعا إلى المبارزة فخرج إليه أخوه أبو العمرطة بن يزيد فتعارفا فتواقفا وانصرفا إلى الناس فأخبر كل واحد منهما أنه لقى أخاه * قال أبو مخنف حدثني جعفر بن حذيفة من آل عامر بن جوين الطائي أن طيئا يوم صفين قاتلت قتالا شديدا فعبيت لهم جموع كثيرة فجاءهم حمزة ابن مالك الهمداني فقال ممن أنتم لله أنتم فقال عبد الله بن خليفة البولاني وكان شيعيا شاعرا خطيبا نحن طيئ السهل وطيئ الرمل وطيئ الجبل الممنوع ذي النخل نحن حماة الجبلين إلى ما بين العذيب والعين نحن طيئ الرماح وطيئ النطاح وفرسان الصباح فقال حمزة بن مالك بخ بخ إنك لحسن الثناء على قومك فقال
(٢١)