قال هشام حدثني عوانة قال جعل ابن حنبل يقول يومئذ إن تقتلوني فأنا ابن حنبل * أنا الذي قد قلت فيكم نعثل رجع الحديث إلى حديث أبي مخنف قال أبو مخنف فاقتتل الناس تلك الليلة كلها حتى الصباح وهى ليلة الهرير حتى تقصفت الرماح ونفد النبل وصار الناس إلى السيوف وأخذ على يسير فيما بين الميمنة والميسرة ويأمر كل كتيبة من القراء أن تقدم على التي تليها فلم يزل يفعل ذلك بالناس ويقوم بهم حتى أصبح والمعركة كلها خلف ظهره والأشتر في ميمنة الناس وابن عباس في الميسرة وعلى في القلب والناس يقتتلون من كل جانب وذلك يوم الجمعة وأخذ الأشتر يزحف بالميمنة ويقاتل فيها وكان قد تولاها عشية الخميس وليلة الجمعة إلى ارتفاع الضحى وأخذ يقول لأصحابه ازحفوا قيد هذا الرمح وهو يزحف بهم نحو أهل الشام فإذا فعلوا قال ازحفوا فاد هذا القوس فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك حتى مل أكثر الناس الاقدام فلما رأى ذلك الأشتر قال أعيذكم بالله أن ترضعوا الغنم سائر اليوم ثم دعا بفرسه وترك رايته مع حيان بن هوذة النخعي وخرج يسير في الكتائب ويقول من يشترى نفسه من الله عز وجل ويقاتل مع الأشتر حتى يظهر أو يلحق بالله فلا يزال رجل من الناس قد خرج إليه وحيان ابن هوذة * قال أبو مخنف عن أبي جناب الكلبي عن عمارة بن ربيعة الجرمي قال مر بي والله الأشتر فأقبلت معه واجتمع إليه ناس كثير فأقبل حتى رجع إلى المكان الذي كان به الميمنة فقام بأصحابه فقال شدوا شدة فدى لكم عمى وخالي ترضون بها الرب وتعزون بها الدين إذا شددت فشدوا ثم نزل فضرب وجه دابته ثم قال لصاحب رايته قدم بها ثم شد على القوم وشد معه أصحابه فضرب أهل الشام حتى انتهى بهم إلى عسكرهم ثم إنهم قاتلوه عند العسكر قتالا شديدا فقتل صاحب رايته وأخذ على لما رأى من الظفر من قبله يمده بالرجال * حدثني عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثني سليمان قال حدثني عبد الله عن جويرية قال قال عمرو بن العاص يوم صفين لوردان تدرى ما مثلي ومثلك مثل الأشقر إن تقدم عقر وإن
(٣٣)