لا يقطع الله يمينا علت قذاله بالسيف قال فأخذ القوم يحمدون الله على قتله عليه السلام ورضى الله عنه ولا رضى عنهم ولا رحمهم قال النضر بن صالح فسألت بعد ذلك سالم بن ربيعة في إمارة مصعب بن الزبير عن قوله ذلك في علي عليه السلام فأقر لي به وقال كنت أرى رأيهم حينا ولكن قد تركته قال فكان في أنفسنا انه قد تركه قال فكان إذ ذكروا له ذلك يرمضه قال ثم إن حيان بن ظبيان قال لأصحابه إنه والله ما يبقى على الدهر باق وما يلبث الليالي والأيام والسنون والشهور على ابن آدم حتى يذيقه الموت فيفارق الاخوان الصالحين ويدع الدنيا التي لا يبكى عليها إلا العجزة ولم تزل ضارة لمن كانت له هما وشجنا فانصرفوا بنا رحمكم الله إلى مصرنا فلنأت إخواننا فلندعهم إلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر وإلى جهاد الأحزاب فإنه لا عذر لنا في القعود وولاتنا ظلمة وسنة الهدى متروكة وثأرنا الذين قتلوا إخواننا في المجالس آمنون فإن يظفرنا الله بهم نعمد بعد إلى التي هي أهدى وأرضى وأقوم ويشفى الله بذلك صدور قوم مؤمنين وإن نقتل فإن في مفارقة الظالمين راحة لنا ولنا بأسلافنا أسوة فقالوا له كلنا قائل ما ذكرت وحامد رأيك الذي رأيت فرد بنا المصر فإنا معك راضون بهداك وأمرك فخرج وخرجوا معه مقبلين إلى الكوفة فذلك حين يقول خليلي ما بي من عزاء ولا صبر * ولا إربة بعد المصابين بالنهر سوى نهضات في كتائب جمة * إلى الله ما تدعو وفى الله ما تفرى إذا جاوزت قسطانة الري بغلتي * فلست بسار نحوها آخر الدهر ولكنني سار وإن قل ناصري * قريبا فلا أخزيكما مع من يسرى قال وأقبل حتى نزل الكوفة فلم يزل بها حتى قدم معاوية وبعث المغيرة بن شعبة واليا على الكوفة فأحب العافية وأحسن في الناس السيرة ولم يفتش أهل الأهواء عن أهوائهم وكان يؤتى فيقال له إن فلانا يرى رأى الشيعة وإن فلانا يرى رأى الخوارج وكان يقول قضى الله ألا تزالون مختلفين وسيحكم الله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون فأمنه الناس وكانت الخوارج يلقى بعضهم بعضا ويتذاكرون
(١٣٢)