قدم زياد الشأم وقدم المغيرة بعد شهر فقال له معاوية يا مغيرة زياد أبعد منك بمسيرة شهر وخرجت قبله وسبقك فقال يا أمير المؤمنين ان الأريب إذا كلم الأريب أفحمه قال خذ حذرك واطو عنى سرك فقال إن زيادا قدم يرجو الزيادة وقدمت أتخوف النقصان فكان سيرنا على حسب ذلك قال فسأل معاوية زيادا عما صار إليه من أموال فارس فأخبره بما حمل منها إلى علي رضي الله عنه وما أنفق منها في الوجوه التي يحتاج فيها إلى النقة فصدقه معاوية على ما أنفق وما بقى عنده وقبضه منه وقال قد كنت أمين حلفائنا * حدثني عمر قال حدثنا على قال حدثنا أبو مخنف وأبو عبد الرحمن الأصبهاني وسلمة بن عثمان وشيخ من بنى تميم وغيرهم ممن يوثق بهم قال كتب معاوية إلى زياد وهو بفارس يسأله القدوم عليه فخرج زياد من فارس مع المنجاب بن راشد الضبي وحارثة بن بدر الغداني وسرح عبد الله بن خازم في جماعة إلى فارس فقال لعلك تلقى زيادا في طريقك فتأخذه نسار ابن خازم إلى فارس فقال بعضهم لقيه بسوق الأهواز وقال بعضهم لقيه بأرجان فأخذ ابن خازم بعنان زياد فقال انزل يا زياد فصاح به المنجاب بن راشد تنح يا ابن سوداء وإلا علقت يدك بالعنان قال ويقال انتهى إليهم ابن خازم وزياد جالس فأغلظ له ابن خازم فشتم المنجاب ابن خازم فقال له زياد ما تريد يا ابن خازم قال أريد أن تجئ إلى البصرة قال فإني آتيها فانصرف ابن خازم استحياء من زياد * وقال بعضهم التقى زياد وابن خازم بأرجان فكانت بينهم منازعة فقال زياد لابن خازم قد أتاني أمان معاوية فأنا أريده وهذا كتابه إلى قال فإن كنت تريد أمير المؤمنين فلا سبيل عليك فمضى ابن خازم إلى سابور ومضى زياد إلى ماه بهراذان وقدم على معاوية فسأله عن أموال فارس فقال دفعتها يا أمير المؤمنين في أرزاق وأعطيات وحمالات وبقيت بقية أودعتها قوما فمكث بذلك يردده وكتب زياد كتبا إلى قوم منهم شعبة بن القلعم قد علمتم مالي عندكم من الأمانة فتدبروا كتاب الله عز وجل (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال) الآية فاحتفظوا بما قبلكم وسمى في الكتب بالمبلغ الذي أقر به لمعاوية ودس الكتب مع رسوله وأمره
(١٣٦)