عبد الملك بن عبد الله الثقفي عن أشياخ من ثقيف قالوا دخل المغيرة ابن شعبة على معاوية فقال معاوية حين نظر إليه إنما موضع سر المرء إن * باح بالسر أخوه المنتصح فإذا بحت بسر فإلى * ناصح يستره أولا تبح فقال يا أمير المؤمنين إن تستودعني تستودع ناصحا شفيقا ورعا وثيقا فما ذاك يا أمير المؤمنين قال ذكرت زيادا واعتصامه بأرض فارس وامتناعه بها فلم أنم ليلتي فأراد المغيرة أن يطأطئ من زياد فقال ما زياد هناك يا أمير المؤمنين فقال معاوية بئس الوطأ العجز داهية العرب معه الأموال متحصن بقلاع فارس يدبر ويربص الحيل ما يؤمنني أن يبايع لرجل من أهل هذا البيت فإذا هو قد أعاد على الحرب خدعة فقال المغيرة أتأذن لي يا أمير المؤمنين في إتيانه قال نعم فأته وتلطف له فأتى المغيرة زيادا فقال زياد حين بلغه قدوم المغيرة ما قدم إلا لأمر ثم أذن له فدخل عليه وهو في بهو له مستقبل الشمس فقال زياد أفلح رائد فقال إليك ينتهى الخبر أبا المغيرة إن معاوية استخفه الوجل حتى بعثني إليك ولم يكن يعلم أحدا يمد يده إلى هذا الامر غير الحسن وقد بايع معاوية فخذ لنفسك قبل التوطين فيستغنى عنك معاوية قال أشر على وارم الغرض الأقصى ودع عنك الفضول فإن المستشار مؤتمن فقال المغيرة في محض الرأي بشاعة ولا خير في المذيق أرى أن تصل حبلك بحبله وتشخص إليه قال أرى ويقضى الله * حدثني عمر قال حدثنا على عن مسلمة بن محارب قال أقام زياد في القلعة أكثر من سنة فكتب إليه معاوية علام تهلك نفسك فأقبل إلى فأعلمني علم ما صار إليك ما اجتبيت من الأموال وما خرج من يديك وما بقى عندك وأنت آمن فان أحببت المقام عندنا أقمت وإن أحببت أن ترجع إلى مأمنك رجعت فخرج زياد من فارس وبلغ المغيرة بن شعبة أن زيادا قد أجمع على إتيان معاوية فشخص المغيرة إلى معاوية قبل شخوص زياد من فارس وأخذ زياد من إصطخر إلى أرجان فأتى ماه بهراذان ثم أخذ طريق حلوان حتى قدم المدائن فخرج عبد الرحمن إلى معاوية يخبره بقدوم زياد ثم
(١٣٥)