الخوارج وأخذهم فقال معاذ بن جوين بن حصين في ذلك ألا أيها الشارون قد حان لامرئ * شرى نفسه لله أن يترحلا أقمتم بدار الخاطئين جهالة * وكل امرئ منكم يصاد ليقتلا فشدوا على القوم العداة فإنها * أقامتكم للذبح رأيا مضللا ألا فاقصدوا يا قوم للغاية التي * إذا ذكرت كانت أبر وأعدلا فياليتني فيكم على ظهر سابح * شديد القصيري دارعا غير أعزلا ويا ليتني فيكم أعادي عدوكم * فيسقيني كأس المنية أولا يعز على أن تخافوا وتطردوا * ولما أجرد في المحلين منصلا ولما يفرق جمعهم كل ماجد * إذا قلت قد ولى وأدبر أقبلا مشيحا بنصل السيف في حمس الوغى * يرى الصبر في بعض المواطن أمثلا وعز على أن تضاموا وتنقصوا * وأصبح ذا بث أسيرا مكبلا ولو أنني فيكم وقد قصدوا لكم * أثرت إذا بين الفريقين قسطلا فيارب جمع قد فللت وغارة * شهدت وقرن قد تركت مجدلا فبعث المستورد إلى أصحابه فقال لهم اخرجوا من هذه القبيلة لا يصب امرءا مسلما في سببنا بغير علم معرة وكان فيهم بعض من يرى رأيهم فاتعدو سورا فخرجوا إليها متقطعين من أربعة وخمسة وعشرة فتتاموا بها ثلثمائة رجل ثم ساروا إلى الصراة فباتوا بها ليلة ثم إن المغيرة بن شعبة أخبر خبرهم فدعا رؤساء الناس فقال إن هؤلاء الأشقياء قد أخرجهم الحين وسوء الرأي فمن ترون أبعث إليهم قال فقام إليه عدى بن حاتم فقال كلنا لهم عدو ولرأيهم مسفه وبطاعتك مستمسك فأينا شئت سار إليهم فقام معقل بن قيس فقال إنك لا تبعث إليهم أحدا ممن ترى حولك من أشراف المصر إلا وجدته سامعا مطيعا ولهم مفارقا ولهلاكهم محبا ولا أرى أصلحك الله أن تبعث إليهم أحدا من الناس أعدى لهم ولا أشد عليهم منى فابعثني إليهم فإني أكفيكهم بإذن الله فقال اخرج على اسم الله فجهز معه ثلاثة آلاف رجل وقال المغيرة لقبيصة بن الدمون الصق لي بشيعة على فأخرجهم مع
(١٤٣)