وقتلوا جماعة من بطارقتهم (وقيل) في هذه السنة ولد الحجاج بن يوسف وولى معاوية في هذه مروان بن الحكم المدينة فاستقضى مروان عبد الله بن الحارث بن نوفل وعلى مكة خالد بن العاص بن هشام وكان على الكوفة من قبله المغيرة بن شعبة وعلى القضاء شريح وعلى البصرة عبد الله بن عامر وعلى قضائها عمرو بن يثربي وعلى خراسان قيس بن الهيثم من قبل عبد الله بن عامر وذكر علي بن محمد عن محمد بن الفضل العبسي عن أبيه قال بعث عبد الله بن عامر قيس بن الهيثم على خراسان حين ولاه معاوية البصرة وخراسان فأقام قيس بخراسان سنتين (وقد قيل) في أمر ولاية قيس ما ذكره حمزة بن صالح السلمي عن زياد بن صالح قال بعث معاوية حين استقامت له الأمور قيس بن الهيثم إلى خراسان ثم ضمها إلى ابن عامر فترك قيسا عليها (وفى هذه السنة) تحركت الخوارج الذين انحازوا عمن قتل منهم بالنهروان ومن كان ارتث من جرحاهم بالنهروان فبرؤا وعفا عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكر الخبر عما كان منهم في هذه السنة ذكر هشام بن محمد عن أبي مخنف قال حدثني النضر بن صالح بن حبيب عن جرير بن مالك بن زهير بن جذيمة العبسي عن أبي بن عمار العبسي أن حيان بن ظبيان السلمي كان يرى رأى الخوارج وكان ممن ارتث يوم النهروان فعفا عنه علي عليه السلام في الأربعمائة الذين كان عفا عنهم من المرتثين يوم النهر فكان في أهله وعشيرته فلبث شهرا أو نحوه ثم إنه خرج إلى الري في رجال كانوا يرون ذلك الرأي فلم يزالوا مقيمين بالري حتى بلغهم قتل علي كرم الله وجهه فدعا أصحابه أولئك وكانوا بضعة عشر رجلا أحدهم سالم بن ربيعة العبسي فأتوه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الاخوان من المسلمين إنه قد بلغني أن أخاكم ابن ملجم أخا مراد قعد لقتل علي بن أبي طالب عند أغباش الصبح مقابل السدة التي في المسجد مسجد الجماعة فلم يبرح راكدا ينتظر خروجه حتى خرج عليه حين أقام المقيم الصلاة صلاة الصبح فشد عليه فضرب رأسه بالسيف فلم يبق إلا ليلتين حتى مات فقال سالم بن ربيعة العبسي
(١٣١)