ولا يدرى أرض بخسته أم سماء حصبته وأما فرات به زحر بن قيس فإنه لما قتل بعثت عائشة بنت خليفة بن عبد الله الجعفية وكانت امرأة الحسين بن علي إلى المختار تسأله أن يأذن لها أن توارى جسده ففعل فدفنته وبعث المختار غلاما له يدعى زربيا في طلب شمر بن ذي الجوشن (قال أبو مخنف) فحدثني يونس بن أبي إسحاق عن مسلم بن عبد الله الضبابي قال تبعنا زربي غلام المختار فلحقنا وقد خرجنا من الكوفة على خيول لنا ضمر فأقبل يتمطر به فرسه فلما دنا منا قال لنا شمر اركضوا وتباعدوا عنى لعل العبد يطمع في قال فركضنا فأمعنا وطمع العبد في شمر وأخذ شمر ما يستطرد له حتى إذا انقطع من أصحابه حمل عليه شمر فدق ظهره وأتى المختار فأخبر بذلك فقال بؤسا لزربى أما لو يستشيرني ما أمرته أن يخرج لأبي السابغة (قال أبو مخنف) حدثني أبو محمد الهمداني عن مسلم بن عبد الله الضبابي قال لما خرج شمر بن ذي الجوشن وأنا معه حين هزمنا المختار وقتل أهل اليمن بجبانة السبيع ووجه غلاما زربيا في طلب شمر وكان من قتل شمر إياه ما كان مضى شمر حتى ينزل ساتيدما ثم مضى حتى ينزل إلى جانب قرية يقال لها الكلتانية على شاطئ نهر إلى جانب تل ثم أرسل إلى تلك القرية فأخذ منها علجا فضربه ثم قال النجاء بكتابي هذا إلى المصعب بن الزبير وكتب عنوانه للأمير المصعب بن الزبير من شمر بن ذي الجوشن قال فمضى العلج حتى يدخل قرية فيها بيوت وفيها أبو عمرة وقد كان المختار بعثه في تلك الأيام إلى تلك القرية ليكون مسلحة فيما بينه وبين أهل البصرة فلقى ذلك العلج علجا من تلك القرية فأقبل يشكو إليه ما لقى من شمر فإنه لقائم معه يكلمه إذ مر به رجل من أصحاب أبي عمرة فرأى الكتاب مع العلج وعنوانه لمصعب من شمر فسألوا العلج عن مكانه الذي هو به فأخبرهم فذا ليس بينهم وبينه إلا ثلاثة فراسخ قال فأقبلوا يسيرون إليه (قال أبو مخنف) فحدثني مسلم ابن عبد الله قال وأنا والله مع شمر تلك الليلة فقلنا لو أنك ارتحلت بنا من هذا المكان فانا نتخوف به فقال أو كل هذا فرقا من الكذاب والله لا أتحول منه ثلاثة أيام ملا الله قلوبكم رعبا قال
(٥٢٥)