بعضهم لبعض أدركوا هذا فاحبسوه فإنه مؤذن بكم فخرجت منهم جماعة في أثره وذلك عند تطفيل الشمس للاياب فانتهوا إليه وقد ركب فرسه فقالوا له أخبرنا خبرك وما جاء بك قال لم آت لشئ يروعكم ولا يهولكم فقالوا له انتظر حتى ندنو منك ونكلمك أو تدنو منا أخبرنا فنعلمك أمرنا ونذكر حاجتنا فقال لهم ما أنا بدان منكم ولا أريد أن يدنو منى منكم أحد فقال له علي بن أبي شمر بن الحصين أفمؤمننا أنت من الاذن بنا هذه الليلة وأنت محسن فان لنا قرابة وحقا قال نعم أنتم آمنون من قبلي هذه الليلة وليالي الدهر كلها ثم انطلق حتى دخل الكوفة وأدخل أهله معه وقال الآخرون بعضهم لبعض إنا لا نأمن أن يؤذن بنا هذا فاخرجوا بنا من هذا الموضع ساعتنا هذه قال فصلوا المغرب ثم خرجوا من الحيرة متفرقين فقال لهم صاحبهم الحقوا بي في دار سليم بن محدوج العبدي من بنى سلمة فخرج من الحيرة فمضى حتى أتى عبد القيس فأتى بنى سلمة فبعث إلى سليم بن محدوج وكان له صهرا فأتاه فأدخله وأصحابا له خمسة أو ستة ورجع حجار بن أبجر إلى رحله فأخذوا ينتظرون منه أن يبلغهم منه ذكر لهم عند السلطان أو الناس فما ذكر هم عند أحد منهم ولا بلغهم عنه في ذلك شئ يكرهونه فبلغ الخبر المغيرة بن شعبة أن الخوارج خارجة عليه في أيامه تلك وأنهم قد اجتمعوا على رجل منهم فقام المغيرة بن شعبة في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فقد علمتم أيها الناس أنى لم أزل أحب لجماعتكم العافية وأكف عنكم الأزدي وإني والله لقد خشيت أن يكون ذلك أدب سوء لسفهائكم فأما الحلماء الأتقياء فلا وأيم الله لقد خشيت أن لا أجد بدا من أن يعصب الحليم التقى بذنب السفيه الجاهل فكفوا أيها الناس سفهاءكم قبل أن يشمل البلاء عوامكم وقد ذكر لي أن رجالا منكم يريدون أن يظهروا في المصر بالشقاق والخلاف وأيم الله لا يخرجون في حي من أحياء العرب في هذا المصر إلا أبدتهم وجعلتهم نكالا لمن بعدهم فنظر قوم لأنفسهم قبل الندم فقد قمت هذا المقام إرادة الحجة والاعذار فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال أيها الأمير هل سمى لك أحد من هؤلاء القوم فان كانوا سموا لك فأعلمنا من هم فان كانوا منا كفيناكهم وإن كانوا
(١٤٠)