تعرضوا لمقت الله سبحانه فإنما مردكم إلى الله قال الله عز من قائل لقوم (لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) وأيم الله لئن سلمتم من سيف العاجلة لا تسلمون من سيف الآخرة استعينوا بالصدق والصبر فان بعد الصبر ينزل الله النصر الجد في الحرب القتال قال أبو مخنف حدثني أبو روق الهمداني أن يزيد بن قيس الأرحبي حرض الناس فقال إن المسلم السليم من سلم دينه ورأيه وإن هؤلاء القوم والله إن يقاتلوننا على إقامة دين رأونا ضيعناه وإحياء حق رأونا أمتناه وإن يقاتلوننا إلا على هذه الدنيا ليكونوا جبابرة فيها ملوكا فلو ظهروا عليكم لا أراهم الله ظهورا ولا سرورا لزموكم بمثل سعيد والوليد وعبد الله بن عامر السفيه الضال يجيز أحدهم في مجلسه بمثل ديته ودية أبيه وجده يقول هذا لي ولا إثم على كأنما أعطى تراثه عن أبيه وأمه وإنما هو مال الله عز وجل أفاءه علينا بأسيافنا وأرماحنا فقاتلوا عباد الله القوم الظالمين الحاكمين بغير ما أنزل الله ولا يأخذكم في جهادهم لوم لائم فإنهم إن يظهروا عليكم يفسدوا عليكم دينكم ودنياكم وهم من قد عرفتم وخبرتم وأيم الله ما ازدادوا إلى يومهم هذا إلا شرا وقاتلهم عبد الله بن بديل في الميمنة قتالا شديدا حتى انتهى إلى قبة معاوية ثم إن الذين تبايعوا على الموت أقبلوا إلى معاوية فأمرهم أن يصمدوا لابن بديل في الميمنة وبعث إلى حبيب بن مسلمة في الميسرة فحمل بهم وبمن كان معه على ميمنة الناس فهزمهم وانكشف أهل العراق من قبل الميمنة حتى لم يبق منهم الا ابن بديل في مائتين أو ثلثمائة من القراء قد أسند بعضهم ظهره إلى بعض وانجفل الناس فأمر على سهل بن حنيف فاستقدم فيمن كان معه من أهل المدينة فاستقبلهم جموع لأهل الشأم عظيمة فاحتملتهم حتى ألحقتهم بالميمنة وكان في الميمنة إلى موقف على في القلب أهل اليمن فلما كشفوا انتهت الهزيمة إلى علي فانصرف يتمشى نحو الميسرة فانكشفت عنه مضر من الميسرة وثبتت ربيعة قال أبو مخنف حدثني مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب الجهني قال مر على معه بنوه نحو الميسرة وانى لارى النبل يمر بين عاتقه
(١٢)