ومنكبه وما من بنيه أحد إلا يقيه بنفسه فيتقدم فيحول بين أهل الشأم وبينه فيأخذه بيده إذا فعل ذلك فيلقيه بين يديه أو من ورائه فبصر به أحمر مولى أبي سفيان أو عثمان أو بعض بنى أمية فقال ورب الكعبة قتلني الله أن لم أقتلك أو تقتلني فأقبل نحوه فخرج إليه كيسان مولى على فاختلفا ضربتين فقتله مولى بنى أمية وينتهزه على فيقع بيده في جيب درعه فيجبذه ثم حمله على عاتقه فكأني أنظر إلى رجيلتيه تختلفان على عنق على ثم ضرب به الأرض فكسر منكبه وعضديه وشدا ابنا علي عليه حسين ومحمد فضرباه بأسيافهما فكأني أنظر إلى علي قائما وإلى شبليه يضربان الرجل حتى إذا قتلاه وأقبلا إلى أبيهما والحسن قائما قال له يا بنى ما منعك أن تفعل كما فعل أخواك قال كفياني يا أمير المؤمنين ثم إن أهل الشأم دنوا منه ووالله ما يزيده قربهم منه سرعة في مشيه فقال له الحسن ما ضرك لو سعيت حتى تنتهى إلى هؤلاء الذين قد صبروا لعدوك من أصحابك فقال يا بنى إن لأبيك يوما لن يعدوه ولا يبطئ به عنه السعي ولا يعجل به إليه المشي إن أباك والله ما يبالي أوقع على الموت أو وقع الموت عليه قال أبو مخنف حدثني فضيل بن خديج السكندي عن مولى للأشتر قال لما انهزمت ميمنة العراق وأقبل على نحو الميسرة مر به الأشتر يركض نحو الفزع قبل الميمنة فقال له على مالك قال لبيك قال ائت هؤلاء القوم فقل لهم أين فراركم من الموت الذي لن تعجزوه إلى الحياة التي لن تبقى لكم فمضى فاستقبل الناس منهزمين فقال لهم هذه الكلمات التي قالها له على وقال إلى أيها الناس أنا مالك بن الحارث أنا مالك ابن الحارث ثم ظن أنه بالأشتر أعرف في الناس فقال أنا الأشتر إلى أيها الناس فأقبلت إليه طائفة وذهبت عنه طائفة فنادى أيها الناس عضضتم بهن آباءكم ما أقبح ما قاتلتم منذ اليوم أيها الناس أخلصوا إلى مذحجا فأقبلت إليه مذحج فقال عضضتم بصم الجندل ما أرضيتم ربكم ولا نصحتم له في عدوكم وكيف بذلك وأنتم أبناء الحروب وأصحاب الغارات وفتيان الصباح وفرسان الطراد وحتوف الاقران ومذحج الطعان الذين لم يكونوا يسبقون بثأرهم ولا تطل دماؤهم ولا يعرفون في موطن بخسف وأنتم حد أهل مصركم وأعد حي في قومكم وما تفعلوا في هذا
(١٣)