كله ثم انصرفوا عند المساء وكل غير غالب حتى إذا كان غداة الخميس صلى على بغلس * قال أبو مخنف حدثني عبد الرحمن بن جندب الأزدي عن أبيه قال ما رأيت عليا غلس بالصلاة أشد من تغليسه يومئذ ثم خرج بالناس إلى أهل الشأم فزحف إليهم فكان يبدأهم فيسير إليهم فإذا رأوه قد زحف إليهم استقبلوه بوجوههم * قال أبو مخنف حدثني مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهني أن عليا خرج إليهم غداة الأربعاء فاستقبلهم فقال اللهم رب السقف المرفوع المحفوظ المكفوف الذي جعلته مغيضا لليل والنهار وجعلت فيه مجرى الشمس والقمر ومنازل النجوم وجعلت سكانه سبطا من الملائكة لا يسأمون العبادة ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام والهوام والانعام وما لا يحصى مما لا يرى ومما يرى من خلقك العظيم ورب الفلك التي تجرى في البحر يما ينفع الناس ورب السحاب المسخر بين السماء والأرض ورب البحر المسجور المحيط بالعالم ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتادا وللخلق متاعا إن أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغى وسددنا للحق وإن أظهرتهم علينا فارزقني الشهادة واعصم بقية أصحابي من الفتنة قال وازدلف الناس يوم الأربعاء فاقتتلوا كأشد القتال يومهم حتى الليل لا ينصرف بعضهم عن بعض إلا للصلاة وكثرت القتلى بينهم وتحاجزوا عند الليل وكل غير غالب فأصبحوا من الغد فصلى بهم على غداة الخميس فغلس بالصلاة أشد التغليس ثم بدأ أهل الشأم بالخروج فلما رأوه قد أقبل إليهم خرجوا إليه بوجوههم وعلى ميمنته عبد الله بن بديل وعلى ميسرته عبد الله ابن عباس وقراء أهل العراق مع ثلاثة نفر مع عمار بن ياسر ومع قيس بن سعد ومع عبد الله بن بديل والناس على راياتهم ومراكزهم وعلى في القلب في أهل المدينة بين أهل الكوفة وأهل البصرة وعظم من معه من أهل المدينة الأنصار ومعه من خزاعة عدد حسن ومن كنانة وغيرهم من أهل المدينة ثم زحف إليهم بالناس ورفع معاوية قبة عظيمة قد ألقى عليها الكرابيس وبايعه عظم الناس من أهل الشأم على الموت وبعث خيل أهل دمشق فاحتاطت بقبته وزحف عبد الله ابن بديل في الميمنة نحو حبيب بن مسلمة فلم يزل يحوزه ويكشف خيله من الميسرة
(١٠)