تنازعهم فيها تهاون بقسمة بينهم فذلك الذي شبه على الجهلة أمر السواد ولو أن الحلماء جامعوا السفهاء الذين سألوا الولاة قسمة لقسموه بينهم ولكن الحلماء أبوا فتابع الولاة الحلماء وترك قول السفهاء كذلك صنع على رحمه الله وكل من طلب إليه قسم ذلك فإنما تابع الحلماء وترك قول السفهاء وقالوا لئلا يضرب بعضهم وجوه بعض (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن قيس عن عامر الشعبي قال قلت له السواد ما حاله قال أخذه عنوة وكذلك كل أرض إلا الحصون فجلا أهلها فدعوا إلى الصلح والذمة فأجابوا وتراجعوا فصاروا ذمة وعليهم الجزاء ولهم المنعة وذلك هو السنة كذلك صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدومة وبقى ما كان لآل كسرى ومن خرج معهم فيئا لمن أفاء الله عليه (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن طلحة وسفيان عن ماهان قالوا فتح الله السواد عنوة وكذلك كل أرض بينها وبين نهر بلخ إلا حصنا ودعوا إلا الصلح فصاروا ذمة وصارت لهم أرضوهم ولم يدخلوا في ذلك أموال آل كسرى ومن اتبعهم فصارت فيئا لمن أفاء الله عليه ولا يكون شئ من الفتوح فيئا حتى يقسم وهو قوله ما غنمتم من شئ مما اقتسمتم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن بن أبي الحسن قال عامة ما أخذ المسلمون عنوة فدعوهم إلى الرجوع والذمة وعرضوا عليهم الجزاء فقبلوه ومنعوهم * وعن سيف عن عمرو ابن محمد عن الشعبي قال قلت له إن أناسا يزعمون أن أهل السواد عبيد فقال فعلام يؤخذ الجزاء من العبيد أخذ السواد عنوة وكل أرض علمتها إلا حصنا في جبل أو نحوه فدعوا إلى الرجوع فرجعوا وقبل منهم الجزاء وصاروا ذمة وإنما يقسم من الغنائم ما تغنم فأما ما لم يغنم وأجاب أهله إلى الجزاء من قبل أن يتغنم فلهم جرت السنة بذلك (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن أبي ضمرة عن عبد الله بن المستورد عن محمد بن سيرين قال البلدان كلها أخذت عنوة إلا حصون قليلة عاهدوا قبل أن ينزلوا ثم دعوا يعني الذين أخذوا عنوة إلى الرجوع والجزاء فصاروا ذمة أهل السواد والجبل كله أمر لم يزل يصنع في أهل الفئ وإنما عمل عمر
(٨٧)