الذين بالمدائن ونواحيها منهم في قول المدائني وروايته وزعم سيف أن البصرة مصرت في ربيع سنة ستة عشر وأن عتبة بن غزوان إنما خرج إلى البصرة من المدائن بعد فراغ سعد من جلولاء وتكريت والحصنين وجهه إليها سعد بأمر عمر (كتب إلى السري) عن شعيب عنه فحدثني عمر بن شبة قال حدثنا علي بن محمد عن أبي مخنف عن مجالد عن الشعبي قال قتل مهران سنة أربعة عشر في صفر فقال عمر لعتبة يعني ابن غزوان قد فتح الله عز وجل على إخوانكم الحيرة وما حولها وقتل عظيم من عظمائها ولست آمن أن يمدوهم إخوانهم من أهل فارس فإني أريد أوجهك إلى أرض الهند لتمنع أهل تلك الجيزة من امداد اخوانهم على اخوانكم وتقاتلهم لعل الله أن يفتح عليكم فسر على بركة الله واتق الله ما استطعت واحكم بالعدل وصل الصلاة لوقتها وأكثر ذكر الله فأقبل عتبة في ثلثمائة وبضعة عشر رجلا وضوى إليه قوم من الاعراب وأهل البوادي فقدم البصرة في خمسمائة يزيدون قليلا أو ينقصون قليلا فنزلها في شهر ربيع الأول أو الآخر سنة أربعة عشر والبصرة يومئذ تدعى أرض الهند فيها حجارة بيض خشن فنزل الخريبة وليس بها الا سبع دساكر بالزابوقة والخريبة وموضع بني تميم والأزد ثنتان بالخريبة وثنتان بالأزد وثنتان في موضع بني تميم وواحدة بالزابوقة فكتب إلى عمر ووصف له منزله فكتب إليه عمر أجمع للناس موضعا واحدا ولا تفرقهم فأقام عتبة أشهرا لا يغزو ولا يلقى أحدا * وأما محمد بن بشار فإنه حدثنا قال حدثنا صفوان بن عيسى الزهري قال حدثنا عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي قال سمعت خالد بن عمير وشويسا أبا الرقاد قالا بعث عمر ابن الخطاب عتبة بن غزوان فقال له انطلق أنت ومن معك حتى إذا كنتم في أقصى أرض العرب وأدنى أرض العجم فأقيموا فأقبلوا حتى إذا كانوا بالمربد وجدوا هذا الكذان قالوا ما هذه البصرة فساروا حتى بلغوا حيال الجسر الصغير فإذا فيه حلفاء وقصب نابتة فقالوا ههنا أمرتم فنزلوا دون صاحب الفرات فأتوه فقالوا إن ههنا قوما معهم راية وهم يريدونك فاقبل في أربعة آلاف إسوار فقال ما هم الا
(٩٠)