في الكفاف ولوددت أنكم علمتم من نفسي مثل الذي وقع فيها لكم ولست معلمكم إلا بالعمل إني والله ما أنا بملك فأستعبدكم وإنما أنا عبد الله عرض علي الأمانة فإن أبيتها ورددتها عليكم واتبعتكم حتى تشبعوا في بيوتكم وترووا سعدت وإن أنا حملتها واستتبعتكم إلى بيتي شقيت ففرحت قليلا وحزنت طويلا وبقيت لا أقال؟ ولا أرد فأستعتب قالوا وكتبوا إلى عمر مع أنس بن الحليس أن أقواما من أهل السواد ادعوا عهودا ولم يقم على عهد أهل الأيام لنا ولم يف به أحد علمناه إلا أهل بانيقا وبسما وأهل أليس الآخرة وادعى أهل السواد أن فارس أكرهوهم وحشروهم فلم يخالفوا إلينا ولم يذهبوا في الأرض وكتب مع أبي الهياج الأسدي يعني ابن مالك أن أهل السواد جلوا فجاءنا من أمسك بعهده ولم يجلب علينا فتممنا لهم ما كان بين المسلمين قبلنا وبينهم وزعموا أن أهل السواد قد لحقوا بالمدائن فأحدث إلينا فيمن تم وفيمن جلا وفيمن ادعى أنه استكره وحشر فهرب ولم يقاتل أو استسلم فأنا بأرض رغيبة في الأرض خلاء من أهلها وعددنا قليل وقد كثر أهل صلحنا وإن أعمر لها وأوهن لعدونا تألفهم فقام عمر في الناس فقال إنه من يعمل بالهوى والمعصية يسقط حظه ولا يضر إلا نفسه ومن يتبع السنة وينته إلى الشرائع ويلزم السبيل النهج ابتغاء ما عند الله لأهل الطاعة أصاب أمره وظفر بحظه وذلك بأن الله عز وجل يقول (ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) وقد ظفر أهل الأيام والقوادس بما يليهم وجلا أهله وأتاهم من أقام على عهدهم فما رأيكم فيمن زعم أنه استكره وحشر وفيمن لم يدع ذلك ولم يقم وجلا وفيمن أقام ولم يدع شيئا ولم يجل وفيمن استسلم فأجمعوا على أن الوفاء لمن أقام وكف لم يزده غلبه الا خيرا وأن من ادعى فصدق أو وفى فبمنزلتهم وإن كذب نبذ إليهم وأعادوا صلحهم وأن يجعل أمر من جلا إليهم فإن شاؤوا وادعوهم وكانوا لهم على ذمة وإن شاؤوا تموا على منعهم من أرضهم ولم يعطوهم إلا القتال وأن يخيروا من أقام واستسلم الجزاء أو الجلاء وكذلك الفلاح وكتب جواب كتاب أنس ابن الحليس أما بعد فإن الله جل وعلا أنزل في كل شئ رخصة في
(٨٥)