ما أرى اجعلوا في أعناقهم الحبال وأتوني بهم فجعل عتبة يرجل وقال إني شهدت الحرب مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا زالت الشمس قال احملوا فحملوا عليهم فقتلوهم أجمعين فلم يبق منهم أحد الا صاحب الفرات أخذوه أسيرا فقال عتبة ابن غزوان ابغوا لنا منزلا هو أنزه من هذا وكان يوم عكاك وومد فرفعوا له منبرا فقام يخطب فقال إن الدنيا قد تصرمت وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء ألا وإنكم منتقلون منها إلى دار القرار فانتقلوا بخير ما بحضرتكم وقد ذكر لي لو أن صخرة ألقيت من شفير جهنم هوت سبعين خريفا ولتملأنه أوعجبتم ولقد ذكر لي أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليه يوم وهو كظيظ ولقد رأيتني وأنا سابع سبعة مع النبي صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق السمر حتى تقرحت أشداقنا والتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد فما منا من أولئك السبعة من أحد إلا وهو أمير مصر من الأمصار وسيجربون الناس بعدنا وعن سيف عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو قالوا لما توجه عتبة بن غزوان المازني من بني مازن بن منصور من المدائن إلى فرج الهند نزل على الشاطئ بحيال جزيرة العرب فأقام قليلا ثم أرز ثم شكوا ذلك حتى أمره عمر بأن ينزل الحجر بعد ثلاثة أوطان إذا جتووا الطين فنزلوا في الرابعة البصرة والبصرة كل أرض حجارتها جص وأمر لهم بنهر يجري من دجلة فساقوا إليها نهرا للشفة وكان أيطال أهل البصرة البصرة اليوم وإيطان أهل الكوفة الكوفة اليوم في شهر واحد فأما أهل الكوفة فكان مقامهم قبل نزولها المدائن إلى أن وطنوها وأما أهل البصرة فكان مقامهم على شاطئ دجلة ثم أرزو مرات حتى استقروا وبدؤا فخنسوا فرسخا وجروا معهم نهرا ثم فرسخا ثم جروه ثم فرسخا ثم جروه ثم أتوا الحجر ثم جروه واختطت على نحو من خطط الكوفة وكان على إنزال البصرة أبو الجرباء عاصم ابن الدلف أحد بني غيلان بن مالك بن عمرو بن تميم وقد كان قطبة بن قتادة فيما حدثني عمر قال حدثنا المدائني عن النضر بن إسحاق السلمي عن قطبة بن قتادة السدوسي يغير بناحية الخريبة من البصرة كما كان المثنى بن حارثة الشيباني يغير بناحية الحيرة فكتب
(٩١)