فقام رجل من عبد القيس فقال ندعوكم إلى كتاب الله عز وجل قالوا وكيف يدعونا إلى كتاب الله من لا يقيم حدود الله سبحانه ومن قتل داعى الله كعب بن سور فرمته ربيعة رشقا واحدا فقتلوه وقام مسلم بن عبد الله العجلي مقامه فرشقوه رشقا واحدا فقتلوه ودعت يمن الكوفة يمن البصرة فرشقوهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا كان القتال الأول يستحر إلى انتصاف النهار وأصيب فيه طلحة رضي الله عنه وذهب فيه الزبير فلما أووا إلى عائشة وأبى أهل الكوفة إلا القتال ولم يريدوا إلا عائشة ذمرتهم عائشة فاقتتلوا حتى تنادوا فتحاجزوا فرجعوا بعد الظهر فاقتتلوا وذلك يوم الخميس في جمادى الآخرة فاقتتلوا صدر النهار مع طلحة والزبير وفي وسطه مع عائشة وتزاحف الناس فهزمت يمن البصرة يمن الكوفة وربيعة البصرة ربيعة الكوفة ونهد علي بمضر الكوفة إلى مضر البصرة وقال إن الموت ليس منه فوت يدرك الهارب ولا يترك المقيم * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو عبد الله القرشي عن يونس بن أرقم عن علي بن عمرو الكندي عن زيد بن حساس قال سمعت محمد بن الحنفية يقول دفع إلى أبي الراية يوم الجمل وقال تقدم فتقدمت حتى لم أجد متقدما إلا على رمح قال تقدم لا أم لك فتكاكأت وقلت لا أجد متقدما إلا على سنان رمح فتناول الراية من يدي متناول لا أدري من هو فنظرت فإذا أبى بين يدي وهو يقول أنت التي غرك مني الحسنى * يا عيش إن القوم قوم أعدا الخفض خير من قتال الأبناء (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا اقتتلت المجنبتان حين تزاحفتا قتالا شديدا يشبه ما فيه القلبان واقتتل أهل اليمن فقتل على راية أمير المؤمنين من أهل الكوفة عشرة كلما أخذها رجل قتل خمسة من همدان وخمسة من سائر اليمن فلما رأى ذلك يزيد بن قيس أخذها فثبتت في يده وهو يقول قد عشت يا نفس وقد غنيت * دهرا فقطك اليوم ما بقيت أطلب طول العمر ما حييت
(٥٢٤)