قد خرجت على بصيرة ولكنك رأيت رايات ابن أبي طالب وعرفت أن تحتها الموت فجبنت فأحفظه حتى أرعد وغضب وقال ويحك إني قد حلفت له ألا أقاتله فقال له ابنه كفر عن يمينك بعتق غلامك سرجس فأعتقه وقام في الصف معهم وكان علي قال للزبير أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته سلط الله على أشدنا عليه اليوم ما يكره وقال علي يا طلحة جئت بعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم تقاتل بها وخبأت عرسك في البيت أما بايعتني قال بايعتك وعلى عنقي اللج فقال علي لأصحابه أيكم يعرض عليهم هذا المصحف وما فيه فان قطعت يده أخذه بيده الأخرى وإن قطعت أخذه بأسنانه قال فتى شاب أنا فطاف علي على أصحابه يعرض ذلك عليهم فلم يقبله إلا ذلك الفتى فقال له علي اعرض عليهم هذا وقل هو بيننا وبينكم من أوله إلى آخره والله في دمائنا ودمائكم فحمل على الفتى وفي يده المصحف فقطعت يداه فأخذه بأسنانه حتى قتل فقال علي قد طاب لكم الضراب فقاتلوهم فقتل يومئذ سبعون رجلا كلهم يأخذ بخطام الجمل فلما عقر الجمل وهزم الناس أصابت طلحة رمية فقتلته فيزعمون أن مروان بن الحكم رماه وقد كان ابن الزبير أخذ بخطام جمل عائشة فقالت من هذا فأخبرها فقالت واثكل أسماء فجرح فألقى نفسه في الجرحى فاستخرج فبرأ من جراحته واحتمل محمد بن أبي بكر عائشة فضرب عليها فسطاط فوقف علي عليها فقال استفززت الناس وقد فزوا فألبت بينهم حتى قتل بعضهم بعضا في كلام كثير فقالت عائشة يا ابن أبي طالب ملكت فأسجح نعم ما أبليت قومك اليوم فسرحها علي وأرسل معها جماعة من رجال ونساء وجهزها وأمر لها باثني عشر ألفا من المال فاستقل ذلك عبد الله بن جعفر فأخرج لها مالا عظيما وقال إن لم يجزه أمير المؤمنين فهو علي وقتل الزبير فزعموا أن ابن جرموز لهو الذي قتله وأنه وقف بباب أمير المؤمنين فقال لحاجبه استأذن لقاتل الزبير فقال علي ائذن له وبشره بالنار * حدثني محمد بن عمارة قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا فضيل عن سفيان بن عقبة عن قرة بن الحارث عن جون بن قتادة قال قرة بن الحارث كنت مع الأحنف ابن قيس وكان جون بن قتادة ابن عمي مع الزبير بن العوام فحدثني جون بن قتادة
(٥٢٠)