أوائلهم اقطعوا هذا العنق من هؤلاء فقالوا يا كعب إن هذا أمر بيننا وبين إخواننا وهو أمر ملتبس لا والله ما أخذ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مذ بعث الله عز وجل نبيه طريقا إلا علمنا أين مواقع أقدامهم حتى حدث هذا فإنهم لا يدرون أمقبلون هم أم مدبرون إن الشئ يحسن عندنا اليوم ويقبح عند إخواننا فإذا كان من الغد قبح عندنا وحسن عندهم وإنا لنحتج عليهم بالحجة فلا يرونها حجة ثم يحتجون بها على أمثالنا ونحن نرجوا الصلح إن أجابوا إليه وتموا وإلا فإن آخر الدواء الكي وقام إلى علي بن أبي طالب أقوام من أهل الكوفة يسألونه عن إقدامهم على القوم فقام إليه فيمن قام الأعور بن بنان المنقري فقال له علي على الاصلاح وإطفاء النائرة لعل الله يجمع شمل هذه الأمة بنا ويضع حربهم وقد أجابوني قال فإن لم يجيبونا قال تركناهم ما تركونا قال فإن لم يتركونا قال دفعناهم عن أنفسنا قال فهل لهم مثل ما عليهم من هذا قال نعم وقام إليه أبو سلامة الدألاني فقال أترى لهؤلاء القوم حجة فيما طلبوا من هذا الدم إن كانوا أرادوا الله عز وجل بذلك قال نعم قال فترى لك حجة بتأخيرك ذلك قال نعم إن الشئ إذا كان لا يدرك فالحكم فيه أحوطه وأعمه نفعا قال فما حالنا وحالكم إن ابتلينا غدا قال إني لأرجو أن لا يقتل أحد نقى قلبه لله منا ومنهم الا أدخله الله الجنة وقام إليه مالك بن حبيب فقال ما أنت صانع إذا لقيت هؤلاء القوم قال قد بان لنا ولهم أن الاصلاح الكف عن هذا الامر فإن بايعونا فذلك فإن أبوا وأبينا الا القتال فصدع لا يلتئم قال فإن ابتلينا فما بال قتلانا قال من أراد الله عز وجل نفعه ذلك وكان نجاءه وقام علي فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس املكوا أنفسكم وكفوا أيديكم وألسنتكم عن هؤلاء القوم فإنهم اخوانكم واصبروا على ما يأتيكم وإياكم أن تسبقونا فإن المخصوم غدا من خصم اليوم ثم ارتحل وأقدم ودفع تعبيته التي قدم فيها حتى إذا أطل على القوم بعث إليهم حكيم بن سلامة ومالك ابن حبيب إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو فكفوا وأقرونا ننزل وننظر في هذا الامر فخرج إليه الأحنف بن قيس وبنو سعد مشمرين قد منعوا حرقوص بن زهير ولا يرون القتال مع علي بن أبي طالب فقال يا علي ان قومنا
(٥٠٩)