(رجع الحديث إلى حديث سيف عن محمد وطلحة) فأرسل عمران بن حصين في الناس يخذل من الفريقين جميعا كما صنع الأحنف وأرسل إلى بني عدي فيمن أرسل فأقبل رسوله حتى نادى على باب مسجدهم ألا إن أبا نجيد عمران بن الحصين يقرئكم السلام ويقول لكم والله لان أكون في جبل حصين مع أعنز خضر وضأن أجز أصوافها وأشرب ألبانها أحب إلي من أن أرمى في شئ من هذين الصفين بسهم فقالت بنو عدي جميعا بصوت واحد إنا والله لا ندع ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لشئ يعنون أم المؤمنين * حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا أبو نعامة العدوي عن حجير بن الربيع قال قال لي عمران بن حصين سر إلى قومك أجمع ما يكونون فقم فيهم قائما فقل أرسلني إليكم عمران بن حصين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليكم السلام ورحمة الله ويحلف بالله الذي لا إله إلا هو لان يكون عبدا حبشيا مجدعا يرعى أعنزا حصينات في رأس جبل حتى يدركه الموت أحب إلي من أن يرمى بسهم واحد بين الفريقين قال فرفع شيوخ الحي رؤوسهم إليه فقالوا إنا لا ندع ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لشئ أبدا (رجع الحديث إلى حديث سيف عن محمد وطلحة) وأهل البصرة فرق: فرقة مع طلحة والزبير وفرقة مع علي وفرقة لا ترى القتال مع أحد من الفريقين وجاءت عائشة رضي الله عنها من منزلها التي كانت فيه حتى نزلت في مسجد الحدان في الأزد وكان القتال في ساحتهم ورأس الأزد يومئذ صبرة بن شيمان فقال له كعب بن سور إن الجموع إذا تراءوا لم تستطع وإنما هي بحور تدفق فأطعني ولا تشهدهم واعتزل بقومك فإني أخاف ألا يكون صلح وكن وراء هذه النطفة ودع هذين الغارين من مضر وربيعة فهما أخوان فإن اصطلحا فالصلح ما أردنا وإن اقتتلا كنا حكاما عليهم غدا وكان كعب في الجاهلية نصرانيا فقال صبرة أخشى أن يكون فيك شئ من النصرانية أتأمرني أن أغيب عن إصلاح بين الناس وأن أخذل أم المؤمنين وطلحة والزبير إن ردوا عليهم الصلح وأدع الطلب بدم عثمان رضي الله عنه
(٥١٥)