هنالك على مشرق وهو واد بين العذيب وبين عين الشمس في عدوتيه جميعا الدنيا منهما إلى العذيب والقصوى منهما من العذيب والناس ينتظرون بالقتال حمل الرثيث والأموات فلما استقلت بهم الإبل وتوجهت بهم نحو العذيب طلعت نواصي الخيل من الشأم وكان فتح دمشق قبل القادسية بشهر فلما قدم على أبي عبيدة كتاب عمر بصرف أهل العراق أصحاب خالد ولم يذكر خالدا ضن بخالد فحبسه وسرح الجيش وهم ستة آلاف خمسة آلاف من ربيعة ومضر وألف من افناء اليمن من أهل الحجاز وأمر عليهم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعلى مقدمته القعقاع بن عمرو فعجله أمامه وجعل على إحدى مجنبتيه قيس بن هبيرة بن عبد يغوث المرادي ولم يكن شهد الأيام أتاهم وهم باليرموك حين صرف أهل العراق وصرف معهم وعلى المجنبة الأخرى الهزهاز بن عمرو العجلي وعلى الساقة أنس بن عباس فانجذب القعقاع وطوى وتعجل فقدم على الناس صبيحة يوم أغواث وقد عهد إلى أصحابه أن يتقطعوا أعشارا وهم ألف فكلما بلغ عشرة مدى البصر سرحوا في آثارهم عشرة فقدم القعقاع أصحابه في عشرة فأتى الناس فسلم عليهم وبشرهم بالجنود فقال يا أيها الناس إني قد جئتكم في قوم والله ان لو كانوا بمكانكم ثم أحسوكم حسدوكم حظوتها وحاولوا أن يطيروا بها دونكم فاصنعوا كما أصنع فتقدم ثم نادى من يبارز فقالوا فيه بقول أبي بكر لا يهزم جيش فيهم مثل هذا وسكنوا إليه فخرج إليه ذو الحاجب فقال له القعقاع من أنت قال أنا بهمن جاذويه فنادى يا لثأرات أبي عبيد وسليط وأصحاب يوم الجسر فاجتلدا فقتله القعقاع وجعلت خيله ترد قطعا وما زالت ترد إلى الليل وتنشط الناس وكأن لم يكن بالأمس مصيبة وكأنما استقبلوا قتالهم بقتل الحاجبي وللحاق القطع وانكسرت الأعاجم لذلك ونادى القعقاع أيضا من يبارز فخرج إليه رجلان أحدهما البيرزان والآخر البندوان فانضم إلى القعقاع الحارث بن ظبيان بن الحارث أخو بني تيم اللات فبارز القعقاع البيرزان فضربه فأذري رأسه وبارز ابن ظبيان البندوان فضربه فأذري رأسه وتوردهم فرسان المسلمين وجعل القعقاع يقول يا معاشر المسلمين باشروهم بالسيوف فإنما يحصد
(٥٢)