لدن غدوة حتى أتى الليل دونهم * وقد أفلحت أخرى الليالي الغوابر وقال القعقاع في شأن الخيل لم تعرف الخيل العراب سواءنا * عشية أغواث بجنب القوادس عشية رحنا بالرماح كأنها * على القوم ألوان الطيور الرسارس (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن القاسم بن سليم بن عبد الرحمن السعدي عن أبيه قال كان يكون أول القتال في كل أيامها المطاردة فلما قدم القعقاع قال يا أيها الناس اصنعوا كما أصنع فنادى من يبارز فبرز له ذو الحاجب فقتله ثم البيرزان فقتله ثم خرج الناس من كل ناحية وبدأ الحرب والطعان وحمل بنو عم القعقاع يومئذ عشرة عشرة من الرجالة على إبل قد ألبسوها فهي مجللة مبرقعة وأطافت بهم خيولهم يحموهم وأمرهم أن يحملوا على خيلهم بين الصفين يتشبهون بالفيلة ففعلوا بهم يوم أغواث كما فعلت فارس يوم أرماث فجعلت تلك الإبل لا تصمد لقليل ولا لكثير إلا نفرت بهم خيلهم وركبتهم خيول المسلمين فلما رأى ذلك الناس استنوا بهم فلقى فارس من الإبل يوم أغواث أعظم مما لقى المسلمون من الفيلة يوم أرماث وحمل رجل من بني تميم ممن كان بحمى العشرة يقال له سواد وجعل يتعرض للشهادة فقتل بعد ما حمل وأبطأت عليه الشهادة حتى تعرض لرستم يريده فأصيب دونه (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن الغصن عن العلاء ابن زياد والقاسم بن سليم عن أبيه قالا خرج رجل من أهل فارس ينادي من يبارز فبرز له علباء بن جحش العجلي فنفحه علباء فأسحره ونفحه الآخر فأمعاه وخرا فأما الفارسي فمات من ساعته وأما الآخر فانتثرت أمعاؤه فلم يستطع القيام فعالج إدخالها فلم يتأت له حتى مر به رجل من المسلمين فقال يا هذا أعني على بطني فأدخله له فأخذ بصفاقيه ثم زحف نحو صف فارس ما يلتفت إلى المسلمين فأدركه الموت على رأس ثلاثين ذراعا من مصرعه إلى صف فارس وقال أرجو بها من ربنا ثوابا * قد كنت ممن أحسن الضرابا (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن الغصن عن العلاء والقاسم
(٥٤)