بها الناس فتواصى الناس وتشايعوا إليهم فاجتلدوا بها حتى المساء فلم ير أهل فارس في هذا اليوم شيئا مما يعجبهم وأكثر المسلمون فيهم القتل ولم يقاتلوا في هذا اليوم على فيل كانت توابيتها تكسرت بالأمس فاستأنفوا علاجها حين أصبحوا فلم ترتفع حتى كان الغد (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن مجالد عن الشعبي قال كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا القادسية فقالت لبنيها إنكم أسلمتم فلم تبدلوا وهاجرتم فلم تثربوا ولم تنب بكم البلاد ولم تقحمكم السنة ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة فوضعتموها بين يدي أهل فارس والله إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت حالكم انطلقوا فاشهدوا أول القتال وآخره فأقبلوا يشتدون فلما غابوا عنها رفعت يديها إلى السماء وهي تقول اللهم ادفع عن بني فرجعوا إليها وقد أحسنوا القتال ما كلم منهم رجل كلما فرأيتهم بعد ذلك يأخذون ألفين ألفين من العطاء ثم يأتون أمهم فيلقونه في حجرها فترده عليهم وتقسمه فيهم على ما يصلحهم ويرضيهم (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد قالوا فأزر القعقاع يومئذ ثلاثة نفر من بني يربوع رياحيين وجعل القعقاع كلما طلعت قطعة كبر وكبر المسلمون ويحمل ويحملون اليربوعيون نعيم بن عمرو بن عتاب وعتاب بن نعيم بن عتاب ابن الحارث بن عمرو بن همام وعمرو بن شبيب بن زنباع بن الحارث بن ربيعة أحد بني زيد وقدم ذلك اليوم رسول لعمر بأربعة أسياف وأربعة أفراس يقسمها فيمن انتهى إليه البلاء إن كنت لقيت حربا فدعا حمال بن مالك والربيل بن عمرو ابن ربيعة والوالبيين وطليحة بن خويلد الفقعسي وكلهم من بني أسد وعاصم بن عمرو التميمي فأعطاهم الأسياف ودعا القعقاع بن عمرو واليربوعيين فحملهم على الأفراس فأصاب ثلاثة من بني يربوع ثلاثة أرباعها وأصاب ثلاثة من بني أسد ثلاثة أرباع السيوف فقال في ذلك الربيل بن عمرو لقد علم الأقوام أنا أحقهم * إذا حصلوا بالمرهفات البواتر وما فتئت خيلي عشية أرمثوا * يذودون رهوا عن جموع العشائر
(٥٣)