وأخوه على الفيل الذي بإزائهما ففقأ عينيه وقطعا مشفره فبقى متلددا بين الصفين كلما أتى صف المسلمين وخزوه وإذا أتى صف المشركين نخسوه (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عمرو عن الشعبي قال كان في الفيلة فيلان يعلمان الفيلة فلما كان يوم القادسية حملوهما على القلب فأمر بهما سعد القعقاع وعاصما التميميين وحمالا والربيل الأسديين فذكر مثل الأول إلا أن فيه وعاش بعد وصاح الفيلان صياح الخنزير ثم ولى الأجرب الذي عور فوثب في العتيق فاتبعته الفيلة فخرجت صف الأعاجم فعبرت العتيق في أثره فأثت المدائن في توابيتها وهلك من فيها (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد قالوا فلما ذهبت الفيلة وخلص المسلمون بأهل فارس ومال الظل تزاحف المسلمون وحماهم فرسانهم الذين قاتلوا أول النهار فاجتلدوا بها حتى أمسوا على حرد بالسيوف وهم في ذلك على السواء لان المسلمين حين فعلوا بالفيول ما فعلوا تكتبت كتائب الإبل المجففة فعرقبوا فيها وكفكفوا عنها وقال في ذلك القعقاع بن عمرو حضض قومي مضرحي بن يعمر * فلله قومي حين هزوا العواليا وما خام عنها يوم سارت جموعنا * لأهل قديس يمنعون المواليا فإن كنت قاتلت العدو فللته * فإني لألقى في الحروب الدواهيا فيولا أراها كالبيوت مغيرة * أسمل أعيانا لها ومآقيا كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد قالوا لما أمسى الناس من يومهم ذلك وطعنوا في الليل اشتد القتال وصبر الفريقان فخرجا على السواء إلا الغماغم من هؤلاء وهؤلاء فسميت ليلة الهرير لم يكن قتال بليل بعدها بالقادسية (قال أبو جعفر) كتب إلى السري عن شعيب عن سيف عن عمرو بن محمد بن قيس عن عبد الرحمن بن جيش ان سعدا بعث ليلة الهرير طليحة وعمرا إلى مخاضة أسفل من العسكر ليقوما عليها خشية أن يأتيه القوم منها وقال لهما إن وجدتما القوم قد سبقوكما إليها فانزلا بحيالهم وإن لم تجداهم علموا بها فأقيما حتى يأتيكما أمري وكان عمر قد عهد إلى سعد ألا يولى رؤساء أهل الردة على مائة فلما انتهيا إلى المخاضة
(٦٣)