قد علمت واردة المسائح * دات اللبان والبنان الواضح أنى سمام البطل المشايح * وفارج الامر المهم الفادح فخرج إليه هرمز وكان من ملوك الباب وكان متوجا فأسره غالب أسرا فجاء سعدا فأدخل وانصرف غالب إلى المطاردة وخرج عاصم بن عمرو وهو يقول قد علمت ييضاء صفراء اللبب * مثل اللجين إذ تغشاه الذهب أنى امرؤ لا من يعينه السبب * مثلي على مثلك يغريه العتب فطارد رجلا من أهل فارس فهرب منه واتبعه حتى إذا خالط صفهم التقى بفارس معه بغلة فترك الفارس البغل واعتصم بأصحابه فحموه واستاق عاصم البغل والرحل حتى أفضى به إلى الصف فإذا هو خباز الملك وإذا الذي معه لطف الملك الأخبصة والعسل المعقود فأتى به سعدا ورجع إلى موقفه فلما نظر فيه سعد قال انطلقوا به إلى أهل موقفه وقال إن الأمير قد نفلكم هذا فكلوه فنفلهم إياه قالوا وبينا الناس ينتظرون التكبيرة الرابعة إذ قام صاحب رجالة بني نهد قيس بن حذيم ابن جرثومة فقال يا بني نهد انهدوا إنما سميتم نهدا لتفعلوا فبعث إليه خالد بن عرفطة والله لتكفن أو لأولين عملك غيرك فكف ولما تطاردت الخيل والفرسان خرج رجل من القوم ينادى مرد ومرد فانتدب له عمرو بن معديكرب وهو بحياله فبارزه فاعتنقه ثم جلد به الأرض فذبحه ثم التفت إلى الناس فقال إن الفارسي إذا فقد قوسه فإنما هو تيس ثم تكتبت الكتائب من هؤلاء وهؤلاء (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال مر بنا عمرو بن معديكرب وهو يحضض الناس بين الصفين وهو يقول إن الرجل من هذه الأعاجم إذا ألقى مزراقه فإنما هو تيس فبينا هو كذلك يحرضنا إذ خرج إليه رجل من الأعاجم فوقف بين الصفين فرمى بنشابة فما أخطأت سية قوسه وهو متنكبها فالتفت إليه فحمل عليه فاعتنقه ثم أخذ بمنطقته فاحتمله فوضعه بين يديه فجاء به حتى إذا دنا منا كسر عنقه ثم وضع سيفه على حلقه فذبحه ثم ألقاه ثم قال هكذا فاصنعوا بهم فقلنا يا أبا ثور من يستطيع
(٤٨)