عند موضع قصر عبيد الله بن زياد في النصف من جمادى الآخرة سنة 36 يوم الخميس فلما تراءى الجمعان خرج الزبير على فرس عليه سلاح فقيل لعلي هذا الزبير قال أما إنه أحرى الزجلين إن ذكر بالله أن يذكر وخرج طلحة فخرج إليهما علي فدنا منهما حتى اختلفت أعناق دوابهم فقال علي لعمري لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا إن كنتما أعددتما عند الله عذرا فاتقيا الله سبحانه ولا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ألم أكن أخاكما في دينكما تحرمان دمى وأحرم دماءكما فهل من حدث أحل لكما دمى قال طلحة ألبت الناس على عثمان رضي الله عنه قال علي يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين يا طلحة تطلب بدم عثمان رضي الله عنه فلعن الله قتلة عثمان يا زبير أتذكر يوم مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني غنم فنظر إلي فضحك وضحكت إليه فقلت لا يدع ابن أبي طالب زهوه فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم صه إنه ليس به زهو ولتقاتلنه وأنت له ظالم فقال اللهم نعم ولو ذكرت ما سرت مسيري هذا والله لا أقاتلك أبدا فانصرف علي إلى أصحابه فقال أما الزبير فقد أعطى الله عهدا ألا يقاتلكم ورجع الزبير إلى عائشة فقال لها ما كنت في موطن منذ عقلت الا وأنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا قالت فما تريد أن تصنع قال أريد أن أدعهم وأذهب فقال له ابنه عبد الله جمعت بين هذين الغارين حتى إذا حدد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم وتذهب أحسست رايات ابن أبي طالب وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد قال إني قد حلفت ألا أقاتله وأحفظه ما قال له فقال كفر عن يمينك وقاتله فدعا بغلام له يقال له مكحول فأعتقه فقال عبد الرحمن بن سليمان التميمي لم أر كاليوم أخا إخوان * أعجب من مكفر الايمان بالعتق في معصية الرحمن وقال رجل من شعرائهم يعتق مكحولا لصون دينه * كفارة لله عن يمينه والنكث قد لاح على حبينه
(٥١٤)