الناس فاختلفوا فبين قائل نرجع إلى مرو وقائل نرجع إلى أبرشهر وقائل نقيم ونستمد وقائل نلقاهم فنناجزهم قال فلما أمسى الأحنف خرج يمشي في العسكر ويستمع حديث الناس فمر بأهل خباء ورجل يوقد تحت خزيرة أو يعجن وهم يتحدثون ويذكرون العدو فقال بعضهم الرأي للأمير ان يسير إذا أصبح حتى يلقى القوم حيث لقيهم فإنه أرعب لهم فيناجزهم فقال صاحب الخزيرة أو العجين ان فعل ذلك فقد أخطأ وأخطأتم أتأمرونه أن يلقى حد العدو ومصحرا في بلادهم فيلقى جمعا كثيرا بعدد قليل فإن جالوا جولة اصطلمونا ولكن الرأي له أن ينزل بين المرغاب والجبل فيجعل المرغاب عن يمينه والجبل عن يساره فلا يلقاه من عدوه وان كثروا الا عدد أصحابه فرجع الأحنف وقد اعتقد ما قال فضرب عسكره وأقام فأرسل إليه أهل مرو يعرضون عليه أن يقاتلوا معه فقال اني أكره أن أستنصر بالمشركين فأقيموا على ما أعطيناكم وجعلنا بيننا وبينكم فإن ظفرنا فنحن على ما جعلنا لكم وان ظفروا بنا وقاتلوكم فقاتلوا عن أنفسكم قال فوافق المسلمين صلاة العصر فعاجلهم المشركون فناهضوهم فقاتلوهم وصبر الفريقان حتى أمسوا والأحنف يتمثل بشعر ابن جؤية الأعرجي أحق من لم يكره المنيه * حزور ليست له ذرية قال علي أخبرنا أبو الأشهب السعدي عن أبيه قال لقى الأحنف أهل مروروذ والطالقان والفارياب والجوزجان في المسلمين ليلا فقاتلهم حتى ذهب عامة الليل ثم هزمهم الله فقتلهم المسلمون حتى انتهوا إلى رسكن وهي على اثني عشر فرسخا من قصر الأحنف وكان مرزبان مروروذ قد تربص يحمل ما كانوا صالحوه عليه لينظر ما يكون من أمرهم قال فلما ظفر الأحنف سرح رجلين إلى المرزبان وأمرهما أن لا يكلماه حتى يقبضاه ففعلا فعلم أنهم لم يصنعوا ذاك به إلا وقد ظفروا فحمل ما كان عليه قال علي وأخبرنا المفضل الضبي عن أبيه قال سار الأقرع بن حابس إلى الجوزجان بعثه الأحنف في جريدة خيل إلى بقية كانت بقيت من الزحوف الذين هزمهم الأحنف فقاتلهم فجال المسلمون جولة فقتل فرسان من فرسانهم ثم أظفر
(٣٥٧)