فارس حتى أصابتكم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ونكبتك دعوته وأنت نزيع شطير في عمان لم تسكن البحرين فتشركهم في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فأنت شر قومك حتى إذا أبرزك الاسلام وخلطك بالناس وحملك على الأمم التي كانت عليك أقبلت تبغي دين الله عوجا وتنزع إلى اللامة والذلة ولا يضع ذلك قريشا ولن يضرهم ولن يمنعهم من تأدية ما عليهم إن الشيطان عنكم غير غافل قد عرفكم بالشر من بين أمتكم فأغرى بكم الناس وهو صارعكم لقد علم أنه لا يستطيع أن يرد بكم قضاء قضاه الله ولا أمرا أراده الله ولا تدركون بالشر أمرا أبدا إلا فتح الله عليكم شرا منه وأخزى ثم قام وتركهم فتذامروا فتقاصرت إليهم أنفسهم فلما كان بعد ذلك أتاهم فقال إني قد أذنت لكم فاذهبوا حيث شئتم لا والله لا ينفع الله بكم أحدا ولا يضره ولا أنتم برجال منفعة ولا مضرة ولكنكم رجال نكير وبعد فإن أردتم النجاة فالزموا جماعتكم وليسعكم ما وسع الدهماء ولا يبطرنكم الانعام فان البطر لا يعترى الخيار اذهبوا حيث شئتم فإني كاتب إلى أمير المؤمنين فيكم فلما خرجوا دعاهم فقال إني معيد عليكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معصوما فولاني وأدخلني في أمره ثم استخلف أبو بكر رضى الله تعالى عنه فولاني ثم استخلف عمر فولاني ثم استخلف عثمان فولاني فلم أل لاحد منهم ولم يولني إلا وهو راض عني وإنما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعمال أهل الجزاء عن المسلمين والغناء ولم يطلب لها أهل الاجتهاد والجهل بها والضعف عنها وأن الله ذو سطوات ونقمات يمكر بمن يمكر به فلا تعرضوا لأمر وأنتم تعلمون من أنفسكم غير ما تظهرون فإن الله غير تارككم حتى يختبركم ويبدى للناس سرائركم وقد قال عز وجل (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) وكتب معاوية إلى عثمان أنه قدم على أقوام ليست لهم عقول ولا أديان أثقلهم الاسلام وأضجرهم العدل لا يريدون الله بشئ ولا يتكلمون بحجة إنما همهم الفتنة وأموال أهل الذمة والله مبتليهم ومختبرهم ثم فاضحهم ومخزيهم وليسوا بالذين ينكون أحدا إلا مع غيرهم فإنه سعيدا ومن قبله عنهم فإنهم
(٣٦٣)