وفيه: أن الاعلام إنما تكون موضوعة للأشخاص، والتشخص إنما يكون بالوجود الخاص، ويكون الشخص حقيقة باقيا ما دام وجوده باقيا، وان تغيرت عوارضه من الزيادة والنقصان وغيرهما من الحالات والكيفيات، فكما لا يضر اختلافها في التشخص لا يضر اختلافها في التسمية. وهذا بخلاف مثل ألفاظ العبادات مما كانت موضوعة للمركبات والمقيدات، ولا يكاد يكون موضوعا له إلا ما كان جامعا لشتاتها، وحاويا لمتفرقاتها، كما عرفت في الصحيح منها (1).
____________________
نعم الذي، ينبغي ان يورد به عليه: هو ان الصلاة تصدق على الواجد لتمام الاجزاء والشرائط بمجموعه صدقا حقيقيا، ولو كانت موضوعة لمعظم الاجزاء لما صدقت على المجموع صدقا حقيقيا، بل كان صدقها عليه من المجاز.
ويرد عليه أيضا: ان الصلاة الصحيحة ربما لا يكون لها معظم الاجزاء حيث تكون عبارة عن إيماء واحد، كما في بعض الأحوال، ولعل الماتن يشير إلى الأخير بقوله: ((سيما إذا لوحظ هذا مع ما عليه العبادات، من الاختلاف الفاحش بحسب الحالات)).
(1) هذا هو التصوير الثالث لكون ألفاظ العبادات موضوعة للأعم.
وحاصله: انه لا اشكال في أن الوضع في الاعلام الشخصية، كزيد وعمرو، هو انه قد وضعت ألفاظ الاعلام للهوية الممتازة عن ساير الهويات المعينة بنفس هذا الامتياز الخاص، وهو كون كل منها هوية مشخصة معينة مميزة عن ساير الهويات الاخر، واما من سائر جهاتها الاخر فهي مبهمة ولا يضرها تبادل الحالات فيها واختلافها، فان زيدا - مثلا - في حال أول ولادته هو هوية ممتازة مشخصة عن غيرها، إلا انه من
ويرد عليه أيضا: ان الصلاة الصحيحة ربما لا يكون لها معظم الاجزاء حيث تكون عبارة عن إيماء واحد، كما في بعض الأحوال، ولعل الماتن يشير إلى الأخير بقوله: ((سيما إذا لوحظ هذا مع ما عليه العبادات، من الاختلاف الفاحش بحسب الحالات)).
(1) هذا هو التصوير الثالث لكون ألفاظ العبادات موضوعة للأعم.
وحاصله: انه لا اشكال في أن الوضع في الاعلام الشخصية، كزيد وعمرو، هو انه قد وضعت ألفاظ الاعلام للهوية الممتازة عن ساير الهويات المعينة بنفس هذا الامتياز الخاص، وهو كون كل منها هوية مشخصة معينة مميزة عن ساير الهويات الاخر، واما من سائر جهاتها الاخر فهي مبهمة ولا يضرها تبادل الحالات فيها واختلافها، فان زيدا - مثلا - في حال أول ولادته هو هوية ممتازة مشخصة عن غيرها، إلا انه من